عمار محاميد: مشهد ثقافي آخر وسمو فيلم البحر

مسرح بإدارة ثاقبة وخبرة عالية يتألق كعادته. يتيح لنا زيارة الامل والبطاقة هي القلوب الحاضنة لكل فئة في هذا المجتمع.
مشروع آخر للثقافة العربية على مسرح وسينماتك ام الفحم كان وفيًا كعادته.. ادارة حافظت على نهج الاصالة لتقدم الافضل والخير في السنابل عامر..
الثقافة دومًا تموج بالصدق وتعتمر القوافي فيها بالمناجاة السامية، الا ان الفرح حواري حين تتراقص الأنغام فيه وتتزخرف..
يحتشد الرقي في الرقي رقيًا، وتتعالى اهازيج نحو اهازيج .. ويتوّج السراج في بسمته ضاحكًا.

أظنها كانت لحظة انتظار حين يغيب المساء لفيلم “البحر”.. وما ابعاد ذاك الصمت خلف موجة يانعة ابرقت فتحلّت بعدها العبرات والنهاية صمت آخر، ينتظر العنوان والتجديف. فالمرساة لا تحب دومًا ان يلقوا بها في قاع اليم. تخاف احيانًا التشبث بالرمال العالقة في القاع وتبقى هناك..
وفود تتحاشد، والوقت يداهم المكان، والكل ينتظر شوق الشاطئ حتى نصل الى هدوء البقاء.
وتبدأ الحلكة تتغنى والصمت جارف للمكان، حتى أصبح التشويق انعطافًا خلف انعطاف وتركيزًا يلملم تركيزًا.. الا ان الابداع يسقي الجفون حين يجف مطر ما فتأت بعدها الغيمة تطل وتزهر، وهذا ما حدث.
براءة طفل كان حلمه البحر بعيدًا عن كل الكلمات والجمل. “خالد” طفل يانع الياسمين، اغاظته مسألة الوقت في الموافقة لزيارة البحر. وتراجعت الاختام عن صوتها، فهي مسألة مؤقتة.
عمّ ضجيج الصمت داخل قاعة المسرح التي غصّت بالحضور، وانا من بينهم اريد ان اعرف كيف في النهاية يريد البحر ان يبلل أطراف الفكرة، أخذًا بالاعتبار القائم في السرد الغريب والابداع المتقن والتسلسل السليم في حبكة هذه الرواية.
“خالد” ما زال طفلا يحتاج حضن الامان والحب في آن واحد، يريد أن يجرب نظارته ويتنفس تحت الماء وتلطمه موجة دون اذى ذاك هو الطفل الذي كان.
ابداع في تعاطي احداثيات الفيلم، الذي دار بين رفّين: رف الاب ورف الابن، لكن من المثقل اكثر حتى يستقبل الانحناء او لا..
ذاك يبحث عن حلمه، وذاك يبحث عن عدم اضاعة الحلم الذي تركه في بالبيت معززًا مكرمًا بين ايدي أمه، إلا هي جدة “خالد”..
الكل يبحث والكل وصل بالنهاية لهدفه، لكن بطريقة مغايرة زرعت دمعة إسمها الامل في جفون الكثيرين.
منتج ومخرج وفنانون اضاءوا فأسرجوا، فأينعت القاعة قوافي ونجومًا.
الف شكر ووردة والندى محاط بالخير.. دمتم سالمين وشكرًا لهذا العطاء الزاخر!

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى