*د.سمير صبحي: أبناؤنا من ذوي الهمم… قوةٌ تصنع غدَ أمّ الفحم.. وميزانياتنا ليست غنيمة ولا منّة ومستقبل أبنائنا خط أحمر!

*إلى أهلي في بلدي*
*د.سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم*
أول أمس الأربعاء وافق اليوم العالمي للتوعية بذوي الهمم، أصحاب الاحتياجات الخاصة، في هذا اليوم نقف جميعًا أمام مسؤولياتنا المشتركة تجاه أبنائنا من ذوي الهمم؛ أولئك الذين يحملون طاقة نقية، وأملًا صادقًا، وقدرات تضيء طريقهم وطريقنا.
اليوم العالمي لذوي الهمم هو تجديد عهد معهم، عهد بالاحترام، والدعم، وبناء مدينة فاضلة لا يُقصى فيها أحد، ولا يُترك فيها أي طفل خلف الركب.
هذا الأسبوع، كان لي شرف المشاركة في عدد من الفعاليات الهامة التي نظّمتها مدارسنا بالتعاون مع قسم التربية الخاصة في جناح المعارف، وفي مقدمتها مدرستا الأمل والمجد:
شاركتُ في اللقاء التربوي الهام الذي جمع مستشارة مدرسة الأمل للتعليم الخاص مع مجموعة من أمهات طلاب وطالبات من المدرسة في البلدية، وبحضور مجموعة من موظفي وموظفات البلدية، وقد حمل اللقاء رسائل إنسانية وتربوية ثمينة وقيّمة ومؤثرة في ذات الوقت لما سمعناه من كلام من أمهات الطلاب. وشاهدنا أيضًا الفيلم المؤثّر الذي أعدته مدرسة الأمل وقدّم “يومًا في حياة طالب من ذوي الهمم” بالإضافة إلى النشاطات والفعاليات المختلفة التي تقدمها المدرسة لذوي الهمم، وهو عرض ترك أثرًا كبيرًا في القلوب، وأعاد التذكير بقيمة هذه الفئة العزيزة علينا جميعًا.
كما أثمّن عاليًا جهود مدرسة الأمل التي وزّعت لعبة “تحدّيات” الهادفة، اللعبة التفاعلية التي تحاكي تجارب أبنائنا من ذوي الهمم وتقرّبها إلى قلوب الطلاب، وتزرع وعيًا واحترامًا حقيقيين داخل المدارس والصفوف.
وفي ذات الوقت فقد كنت حاضرًا ومشاركًا في الوقفة التي نظمتها مدرسة المجد للتعليم الخاص على الدوّار الكبير في مدخل المدينة، حيث لمسنا معًا روح التضامن والوعي والمسؤولية تجاه أبنائنا من ذوي الهمم.
وقد وصلتني كذلك رسائل الفخر والاعتزاز التي رافقت المسرحية الهادفة “القلوب البيضاء” والأعمال الفنية والإبداعية التي قدّمها طلابنا، وصلني أثرها بقوة، وأثلج صدري ما سمعته من إشادات حول تميّز الأداء وجودة الرسالة. وهو الشعور ذاته لزيارة وفد عن مدرسة الرشيد للتعليم الخاص أيضا لمبنى البلدية والاحتفاء بهذا اليوم لذوي الهمم.
هذه الفعاليات كلها تؤكد أنّ أبناءَنا من ذوي الهمم جزء أصيل من هوية أمّ الفحم وأهلنا ومجتمعنا، وأنهم ليسوا متلقّين فقط، بل مساهمون فاعلون ومُلهمون في مسيرتنا التعليمية والاجتماعية.
أهلنا الكرام،
إنّ التزامَ بلدية أمّ الفحم تجاه ذوي الهمم ليس التزامًا مناسباتيًا او ظرفيًّا، بل هو مسار مستمر نعمل عليه يوميًا في الخدمات، وفي الدمج، وفي دعم الطواقم المهنية، وفي تحسين البنى التعليمية والعلاجية. نحن مسؤولون عن ضمان بيئة عادلة، آمنة ومحفّزة لكل طالب دون استثناء.
وإنني أتوجه بأسمى آيات الشكر للأهل الكرام، أهالي ذوي الهمم، على صبرهم وتحمّلهم، دعمهم وثقتهم، جهودهم وتضحياتهم. فأنتم السند الأول والركن الأهم في حياة هؤلاء الأبناء.
كما أتوجّه بتحية تقدير للطواقم التعليمية – التربوية – العلاجية والمهنية في مدارسنا، على إخلاصهم ورسالتهم الإنسانية، وعلى ما يقدمونه من جهد يومي يغيّر حياة الطلاب ويصنع أثرًا لا يُنسى، والشكر موصول لقسم التربية الخاصة في جناح المعارف في البلدية الذين يتابعون هذه المدارس ويؤدون الرسالة.
أبناؤنا من ذوي الهمم… أنتم نور هذه المدينة، ووجهها الأجمل، وقوتها التي تصنع الغد بإصرار وإيمان. فأمّ الفحم ستبقى مدينة إنسانية، مدينة تقدّر أبناءها جميعًا، مدينة تنظر إلى القدرات قبل التحديات، وإلى الأمل قبل الصعوبة.
*لجنة توجيه مشروع “وقف النزيف” تثني على التجربة الفحماوية الرائدة وتصفها نموذجًا يُحتذى به*
عقدت بلدية أم الفحم أول أمس الأربعاء اجتماعًا تقييميا لمشروع “وقف النزيف”، أحد أهم المشاريع التي يقودها قسم الحصانة المجتمعية في المدينة، والرامي إلى خلق بيئة أكثر أمنًا وتماسكًا، وتطوير تدخّل مهني وفعّال مع فئة الشباب بضائقة.
شارك في الاجتماع ممثلون عن النيابة العامة، والسلطة القطرية لمكافحة السموم والعنف، ومندوبون عن الشرطة، إلى جانب ممثلين من أقسام البلدية ذات الصلة، في مشهد يعكس التكاتف المهني والتنسيق المؤسساتي لخدمة أبناء المدينة.
وخلال الجلسة، تم التوقّف عند النجاحات التي حققها المشروع في وقت قصير نسبيًا، نتيجة الشراكة المهنية والتعاون الوثيق بين أقسام البلدية المختلفة وبدعم مباشر من إدارة البلدية، حيث أثبت المشروع قدرته على خلق تغيير ملموس وسريع في منظومات العمل والتدخل مع فئة الشباب.
كما شمل اللقاء جولة ميدانية اطلعت خلالها اللجنة على التطبيق العملي لآليات التدخل الجديدة، وربطها بالنظام البلدي الإداري والمهني، وبشكل خاص مركز الخدمات والطوارئ البلدي *8701 والمركز المرئي מוקד רואה، مما عزّز من سرعة الاستجابة وجودة المعالجة والمتابعة.
وفي القسم الثاني من اللقاء، وعبر التعاون بين بلدية أم الفحم وبرنامج بلومبرغ سجول – جامعة تل أبيب، تم تقديم التجربة الفحماوية بالتعامل مع فئة شبيبة بضائقة باعتبارها منظومةً رائدةً تم بناؤها وفق عدة محاور: قاعدة بيانات حديثة، منظومة استجابة موحّدة لكافة برامج شبيبة بضائقة، سيرورة عمل واضحة، شراكة مع الأهالي، وقياس تقييم مستمر في كل مرحلة، وهي تجربة باتت محطّ اهتمام لتعميمها على سلطات محلية أخرى.
وقد عبّر ممثلو لجنة التوجيه القطرية لمشروع “وقف النزيف” والنيابة العامة للدولة عن تقديرهم الكبير لهذا النموذج، مؤكدين أنهم حضروا إلى أم الفحم للتعلّم من هذه التجربة المبتكرة التي تقدم معالجة مهنية، قابلة للقياس، وتتكيف مع تطورات الحالات والاحتياجات.
*ميزانياتنا ليست غنيمة – مستقبل أبنائنا خط أحمر*
في هذه الأيام تروّج الوزيرة ماي غولان، المعروفة بخطابها العدائي والعنصري تجاه المجتمع العربي، لخطة خطيرة تهدف إلى نزع الميزانيات المخصصة لنا في خطة الخمس سنوات وتحويلها إلى شرطة بن غفير، رغم أن وزارته أصلاً تجلس على ميزانيات ضخمة غير مستغلة.
لنقل الأمور بصراحة: لا توجد أزمة ميزانيات لدى الشرطة، بل أزمة رؤية وعدالة، والحديث ليس عن نقل فائض تقني – بل عن سلب مباشر من مستقبل أبنائنا وأمننا الاجتماعي والاقتصادي.
هذا التحويل يعني زلزالًا اجتماعيًا، لا “تعديلًا محاسبيًا”. إنه قرار من شأنه أن يعيدَ المجتمع العربي سنوات إلى الوراء؛ إذ سيؤدي إلى إغلاق مراكز الشباب، وقف برامج التعليم اللامنهجي، تقليص خدمات الرفاه، تقليل المعالجة في ملفات النساء المعنّفات وضحايا الجريمة، تعطيل مشاريع التطوير في بلداتنا، توقف خطط الإسكان والبناء، وتأجيل تحسين البنى التحتية والمواصلات العامة. الحديث هنا عن المسّ بمئات ملايين الشواقل من ميزانيات التعليم، وعن مئات ملايين أخرى كانت مخصّصة للتشغيل والتدريب المهني، وعن عشرات ملايين الشواقل في مجال الصحة والخدمات العلاجية والوقاية المبكّرة، ومثلها في الثقافة والرياضة وحماية البيئة والمساواة الاجتماعية. هذه ليست رفاهيات – هذه المسارات التي من خلالها تقلّ الجريمة وتُصان الكرامة وتُفتح أبواب العمل والعلم والاستقرار.
يريدون تحويل الميزانية التي تُنشئ حضانةً يوميةً وتوفّر معلمة مساعدة في روضة أطفال، وتفتح برنامجًا علاجيًا للشبيبة، وتُمكّن شابًا من منحة تعليم أو دورة مهنية، وتدعم سيدة لبدء مشروع صغير، وتُعيد شارعًا متهالكًا للحياة. يريدون سحب كل هذا لتمويل شرطة أثبتت فشلها في معالجة العنف والجريمة. الأمن الحقيقي لا يتحقق بعدد الدوريات ولا بحجم الأسلحة، ولا بعدد كاميرات المراقبة إذا غاب الأمل والفرص والمساواة. الأمن يبدأ من مقعد في صف، ومن فرصة عمل، ومن بيت يليق بشاب يريد تأسيس عائلة، ومن إمكانية لأي امرأة مهددة بالعنف أن تجد بابًا مفتوحًا ودعمًا حقيقيًا. الأمن يبدأ من العدل أولًا.
الحديث هنا عن 20% من مواطني الدولة. ضرب التعليم والتشغيل والصحة في مجتمع بأكمله لن يبقى داخل حدود بلداتنا وحدها، بل ستصل ارتداداته إلى سوق العمل، اقتصاد الدولة، ومستوى الأمان الاجتماعي للجميع. قرار واحد غير مسؤول يمكن أن يفجّر أزمة اجتماعية واقتصادية ستدفع ثمنها الدولة كلها لعقود قادمة.
هذه الميزانيات ليست منّة سياسية. إنها نتيجة نضال وتخطيط وحقوق مواطنين يساهمون ويدفعون ويعملون ويستحقون. ولذلك فإن المجتمع العربي، من خلال اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، يعمل في هذه اللحظات عبر كل المسارات المتاحة – السياسية، المهنية، والقضائية – لمنع هذا التحويل وحماية حقوق أهلنا وبلداتنا وخدماتنا الأساسية.
ميزانيات أطفالنا ليست خزنة مفتوحة لنزوات سياسية أو لتغطية إخفاقات أمنية. إنهم يحاولون تحويل مستقبلنا إلى حساب بنكي بيد من يفاخر بإقصائنا ومعاداتنا. ونحن نقول اليوم بثقة ومسؤولية: ندافع عن حقنا، عن مستقبل شبابنا وشاباتنا، عن حق أبنائنا في العلم والعمل والأمان والعيش بكرامة، ولن نتنازل او نساوم حتى تحقيق العدل لأبناء مجتمعنا وبلداتنا.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



