د. نائلة تلس محاجنة: في يوم ميلادي!

في يوم ميلادي.. لا أحتفل بعمرٍ مضى، بل بنسخةٍ تتشكّل، تنضج، وتتعلّم كيف تختار نفسها كل مرة.

. أعدّ الدروس التي أنقذتني، فتعلّمتُ أن الطريق لا يضيئه الضوء الخارجي، بل الوعي… ذلك النور الخفي الذي يسكنني، ويزداد إشراقًا كلما تعثّرت مرة ونهضتُ مرة أخرى..

أدركتُ أن أثمّن ما تهبه الحياة ليس ما نمتلكه، بل تلك القوة الهادئة التي تنتشلني حين أظن أن النهاية اقتربت، فتفتح أمامي بابًا لم يخطر لي يومًا.

اليوم أحتفل بحقيقة واحدة: أنني ما زلت أتغيّر. وما زال في قلبي فضولُ الطفل الأول حين يُدهشه العالم، وطمأنينة امرأة خبرت ما يكفي لتفهم أن الطريق يخلقه وعيك قبل خطواتك..

أحتفل بقدرتي على أن أرى نفسي كل عامٍ بوضوحٍ أعمق، وبنوافذ جديدة تُطل على الحياة من زوايا لم أتأملها من قبل.

وأكتب لنفسي وعدًا: أن أحمل هذا الفضول معي، وأن أدخل عامي الجديد بعينين تتسعان للعالم… عينين تعرفان أن الجمال الحقيقي لا يقاس بعدد السنوات، بل بنضج الوعي، وبقلبٍ ما زال قادرًا على الدهشة، مهما أثقلته الأيام!