تشخيص سريع وعمليتان منقذتان للحياة: إنقاذ امرأة في مستشفى هعيمك من انسداد رئوي مهدِّد للحياة وورم ليفي نازف في الرحم

ما بدأ بحالة ضعف وفقدان للوعي، انتهى بسباق طبي ضد الزمن وإنقاذ حياة، بفضل اليقظة الطبية، التشخيص السريع والتعاون الاستثنائي بين الطواقم الطبية في المركز الطبي هعيمِك باالعفولة، من مجموعة كلاليت.

تم نقل امرأة تبلغ من العمر 48 عامًا من مدينة بيت شان إلى قسم طب الطوارئ بعد فقدانها الوعي. وأظهرت الفحوصات الأولية أنها تعاني من فقر دم حاد، فتم إعطاؤها وجبات دم والبدء بسلسلة فحوصات لمعرفة سبب فقر الدم. إلا أن حالتها سرعان ما ساءت، حيث بدأت تعاني من ضيق تنفّس حاد. وتم التشخيص من قبل طاقم القسم الباطني بوجود انسداد رئوي، وأكّد فحص التصوير الطبقي المحوسب (CT) الذي أُجري على الفور التشخيص.

وقال الدكتور مئير طابي، مدير وحدة العناية القلبية المركزة في المركز الطبي هعيمِك: “الانسداد الرئوي هو حالة مهدِّدة للحياة. بعد تقييم مستوى الخطر لدى المريضة، قمنا بنقلها بشكل عاجل إلى وحدة العناية القلبية المركزة. بدأنا علاجًا بمضادات التخثّر واستعددنا لإجراء قسطرة متقدمة من نوع INARI، يتم خلالها شفط الجلطات الدموية من شرايين الرئة. وقد تكللت العملية بالنجاح وأدّت إلى تحسّن ملحوظ في حالتها”.
وبالتزامن مع علاج الانسداد الرئوي، واصل طاقم العناية القلبية المركزة البحث عن مصدر النزيف غير الاعتيادي الذي تسبب بفقر الدم الحاد. وأظهر فحص نسائي وتصوير للبطن وجود ورم ليفي مما تسبب لنزيف رحمي، والذي تبيّن لاحقًا أنه السبب الرئيسي لفقر الدم الشديد وتعقيد الحالة بأكملها.

وأوضحت الدكتورة سوزان عبد الغني، اختصاصية أمراض النساء والتوليد ومديرة عيادة الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) في المركز الطبي هعيمِك وفي لواء الشمال في كلاليت: “الحالة استوجبت إجراء عملية جراحية طارئة، لكنه وضعنا أمام معضلة طبية: كيف يمكن إجراء جراحة عاجلة من مخاطرها الأساسية نزيف لمريضة بحاجه إلى علاج بمميّعات الدم بسبب الانسداد الرئوي؟”

وأضافت: “بالتنسيق الوثيق مع طواقم العناية القلبية المركزة، وحدة الأنجيووالتخدير، قمنا بإدخال المريضة لإجراء زرع جهاز خاص يُعرف باسم ‘المظلّة’، ووظيفته منع انتقال الجلطات الدموية من الساقين إلى الرئتين. هذا الإجراء أتاح لنا إيقاف مميّعات الدم مؤقتًا وإجراء العملية النسائية بأمان. ولحسن الحظ، تمت عملية إزالة الورم الليفي الرحمي المسبّب للنزيف الحاد بنجاح كبير ودون مضاعفات، وبعدها نُقلت المريضة مجددًا للمراقبة في وحدة العناية القلبية المركزة”.

وختم الدكتور طابي قائلاً: “تمكّنا من إنقاذ حياة هذه السيدة بفضل تشخيص سريع ودقيق من قِبل طواقمنا في جميع المحطات: من الطوارئ والأقسام الباطنية، مرورًا بالعناية القلبية المركزة، غرف العمليات والتخدير، منظومة الأنجيو وقسم النساء. نحن نتحدث عن حدث علاجي معقّد ومتعدّد الأنظمة، لم يكن ليتحقق لولا التشخيص السليم والتعاون الوثيق بين جميع الطواقم. وبعد عدة أيام من التعافي في وحدة القلب، تم تسريح المريضة إلى منزلها، إلى عائلتها وحياتها، وهي بحالة جيدة، مع شعور كبير بالفخر والرضا لدى جميع أفراد الطاقم”.