مهران حسين محاميد: اللجون تختنق بصمت… وأنا أول من يحميها

قبل أيام، ذهبتُ مع عائلتي لزيارة منطقة اللجون، بحثًا عن لحظة راحة في حضن الطبيعة، وعن مساحة صافية نتنفس فيها بعضًا من سكينة الماضي وهدوء الجذور… ولكن ما وجدناه هناك كان موجعًا بكل معنى الكلمة.
كل مكان قصدناه للجلوس كان مُثقلًا بالنفايات: أكياس مرمية، بقايا طعام متناثرة، زجاجات تُشوه المنظر، وروائح كريهة تُطاردك مع كل نسمة هواء، حتى باتت الحشرات تطردك قبل أن تستريح. لم نجد موطئ قدم نظيفًا… ولم نجد أثرًا يُشبه كرامة هذه الأرض.
اللجون، التي سجد على ترابها الأجداد، والتي حملت تاريخنا وهمومنا، تتحول اليوم إلى مكب صامت، تُرك لتعبث به الأيدي، ويُنسى من خارطة المسؤولية.
هذه الأرض ليست مجرد مساحة طبيعية… إنها رواية منسية، وقطعة من الذاكرة، ومرآة لمدى انتمائنا لأرضنا وهويتنا. ما يحدث هناك لا يُهان به التراب فقط، بل يُهان معه التاريخ، والكرامة، وأمل العودة النقي.
من هذا الألم، أوجه مناشدتي الصادقة إلى القيادات في الوسط العربي عمومًا، وفي المثلث الشمالي خصوصًا، وفي منطقة وادي عارة بالذات، بأن يتحركوا قبل أن تُغلق اللجون أبوابها في وجهنا للأبد. نطالب بتشكيل لجنة خاصة دائمة تُعنى بتنظيف المنطقة وحمايتها، وأن تُخصص لها ميزانية ولو بسيطة عبر السلطات المحلية أو الوزارات المختصة.
ونطالب أيضًا بتخصيص مناطق للجلوس المنظم، صناديق نفايات موزعة، لافتات توعوية تحث الزائرين على النظافة، وتنظيم زيارات مدرسية وتربوية تُعيد للناس علاقتهم بالأرض ومعناها العميق.
اللجون لا تخص بلدة أو قرية… إنها تُخاطبنا جميعًا، من الجليل حتى النقب. وإن سكتنا عنها، فسنخسر ما تبقى من جذور لم تُقتلع بعد.
وأنا، بكل صدق ووضوح، أعلنها:
أنا أول المستعدين أن أكون جنديًا في صفوف حماية هذه الأرض الطاهرة الشريفة.
لن أكتفي بالقول… وسأكون من أوائل من يضعون أقدامهم على أرض اللجون لا للراحة، بل للخدمة.
فلنكتب معًا تاريخًا جديدًا… تاريخًا يقول: هنا وقفنا، وهنا حَمَينا، وهنا أوفينا بالعهد.
من قلبٍ موجوع على اللجون: مهران حسين محاميد “أبو الأمير” – الناشط الفحماوي
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com