خالد أحمد اغبارية: يا صاحبي (57)

يا صاحبي:

حين تخذلك جميع الاشياء التي حولك، لا تحاول أن تثق بها مجدداً، فقط حاول أن تثق بأنك تستطيع العيش بدونها…!

الحياة ليست طويلة.. حتى نجرب كل شيء ولا قصيرة.. حتى نتذكر كل شيء، ولكنها جميلة إذا عرفنا أنها لا تساوي شيئًا.

لا يتواضع إلا من كان واثقآً بنفسه.. ولا يتكبر إلا من كان عالمآ بنقصه.. املك من الدنيا ما شئت.. لكن ستخرج منها كما جئت!!

‏﴿وإن يُردك بخيرٍ فلا رادَّ لفضله﴾ كل العوائق، كل القيود، كل المسافات، كل القوى، لن تصمد أمام خيرٍ كتبه الله لك ..لا تقلق ..

‏القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك ولا ألذ ولا أمتع ولا أطيب.

اليأس والقنوط أعظم الأشياء ضـررًا على القلـوب وأكبر ما يعيـق الإنسان عن صالح الأعمال.. فلا تكن من القانطين، ولا تيأسوا من روح الله.

يا صاحبي:

القلوب النّقية؛ لا يتوقف نبضها عن العطاء مهما حاول البعض کسرها ! ﻷنها تعيش في مساحة.. لا يصل إليها إلا اﻷنقياء.

في مآسي الآخرين وانكساراتهم، إياك أن تبتسم! تأدب في حضرة الجُرح .. كن إنساناً أو مُت وأنت تحاول.

قد يكرهك الآخرون، لأنك مختلف عنهم، ولا تعيش وفق تقاليدهم.. ولكنهم في أعماقهم يتمنون امتلاك نصف شجاعتك، لفعل نفس الشيء.

حين أرادها الله أن تأتي مُتأخرة، تأتي أعظم وأكرم مما لو كانت قد أتت باكرة، ثق بالله ولا تيأس!

لا تحزن إن أغلق الله لك بابًا تريده ستمر الأيام وستعلم أنه نجاك من بلاء لم تكن تستطيع تحمله اطمئن لتدبير الله وحكمته واعلم أن الخيرة في اختياره!

يا صاحبي:

لا يهدم المودة بين الناس إلا ثلاث: كثرة اللوم وكثرة الكذب وقلة الاهتمام!

ليس كل رزق تهفو إليه نفسك سيكون فيه نفعك وصلاحك، فلا تتأسف على ما فاتك من رزق، ولا تتعجل ما ليس لك، فإن في بعض الأرزاق هلكة.. فقل: الحمد لله دائماً وأبداً!!

ومن علامات النُضج أنّ الكلمات الجميلة لَم تَعُد تُؤثر بِك أو تُبهرك او تُشعِرُك بالحب، فقط وحدها المواقف والأفعال هيَ من تقومُ بذلك..

الحيـاة حديقة وما نحـنُ فيها سوى “عابـرون”، فاحرصوا أن لا ترحلوا قبل أن تزرعوها ورودًا لا تذبل بعد رحيلكم!

الأمر ليس بكثرة الموجودين حولك، إنما بمن يأتيك دون أن تناديه، ومن يُربت على كتفِك دون أن تُخبره أنك مُثقل.

لا تستطيع بأي وسيلة أن تقنع البشر بأنك شخصية راقية، فكل الشخصيات في نظر الآخرين سواسية.. فقط أفعالك، وسلوكياتك..  كفيلاً لتخبرهم من تكون!

يا صاحبي:

ثقتك في تدابير الله وإيمانك انه معك في كل الأوقات والظروف، وأن كل أقدارك تجري بحكمته هي قوتك الاولي والأخيرة.

عندما يبوح لك شخص فاستمع إليه جيداً، فهو أختارك أنت من بينهم جميعاً: فلا تخذله!

﴿وكذلك مكنَّا ليوسف في الأرض﴾، عانى فراق الأهل، وأُلقي في البئر، ومكث في السجن بضع سنين قد يطول البلاء، ليعْظُم العطاء.

إن الله معك، هذا ما يجعلك تنتصر حين يوشك الكون على هزيمتك، إن الله معك وهذا يكفيك.

تعامل مع مَنْ يسعى لتشويه سُمعتك بالحزم لا تُجامل على حساب نفسك فيما يتعلَّق بعِرْضك وأخلاقك. مهما كان الواقع يدعو إلى التشاؤم علينا أن نبحث عن الضوء في نهاية النفق.. “دائماً هناك أمل”.

لا شيء يريح القلب المُتعب والمهموم أكثر من سَماع قوله تعالى: “لا تدري لعلّ الله يحّدثُ بعد ذلكَ أمرا”.

يا صاحبي:

حين تزرع السعادة في قلب انسان سيأتي يوم من يزرعها في قلبك، فالدنيا كما تقدم لها تقدم لك ما تزرعه اليوم تحصده غداً.

لا شيء يبقى ولا شيء يرحل هي أقدار كتبت لنا، بحلاوتها ومرارتهَا، لنعيشها بهدوء .

في الوقت الذي أكرمكَ الله فيه بالدعاء، غيرك آلاف جثم اليأس على قلوبهم وسكن الإحباط في أرواحهم.. أما أنتَ فقد ناداك الله وأبشر بالإجابة.

‏نعتقد أحياناً بأن حياة غيرنا أفضل منا ويعتقد غيرنا بأن حياتنا أفضل منه.. والسر في القضية هو عدم الرضا بما قسم الله لنا.

إذا حار أمرك في شيئين ولم تدر حيث الخطأ والصواب، فخالف هواك فإن الهوى يقود النفس إلى ما يعاب…!!