باقة الغربية: المربية الفاضلة الحاجة رقية بيادسة، مؤسسة صندوق التعليم العالي للطلبة العرب، في ذمة الله

باقة الغربية: انتقلت الى رحمة الله تعالى، صباح اليوم الجمعة، المربية الفاضلة الحاجة رقية يوسف عيد بيادسة، حرم الحاج الأستاذ والمربي الفاضل حسني حسن حسين بيادسة.
وشيع جمهور غفير من أهالي باقة والمنطقة جثمانها الطاهر بعد صلاة العصر من مسجد الصّراط إلى مثواه الاخير في مقبرة الصّراط.
والفقيدة، الحاجة رقية يوسف عيد بيادسة من باقة الغربية، تلقب بأم الطلبة تقديرًا على ما قامت به من عمل خيري جليل منذ 38 عامًا من العطاء السخي من خلال صندوق المساعدات والمنح الدراسية للطلبة الجامعيين، والذي يحمل اسمها..
وجاء في بيان نعي الراحلة: “فقدت باقة الغربية وسائر المجتمع العربي، صباح اليوم الجمعة، علمًا من أعلام العطاء الإنساني، ووجهًا من وجوه النبل والريادة المجتمعية: الحاجة الفاضلة رقيّة بيادسة (رحمها الله)، التي وافتها المنية بعد مسيرة عمرٍ زاخرٍ بالإحسان، والبذل، والعمل بصمت ووقار.
لقد كانت الفقيدة مثالًا يُحتذى به في البذل والإيثار، واسمًا راسخًا في ذاكرة باقة ومؤسساتها، إذ أسّست على مدار أكثر من ثلاثة عقود: “صندوق الحاجة رقيّة بيادسة لدعم الطلاب الجامعيين”، الذي أصبح منارة علمٍ وأملٍ لمئات من أبنائنا وبناتنا، ومصدر فخرٍ لأهل بلدها.
ومن خلال هذا الصندوق، أطلقت الراحلة المباركة مشروعًا خيريًا تحوّل إلى مؤسسة ثابتة، تدعم مئات الطلاب والطالبات سنويًا، وتؤسس لجيلٍ متعلم، مثقف، يحمل مسؤولية الغد بإرث من القيم والمبادئ.
لم تكن الحاجة رقيّة شخصية عادية، بل كانت ضميرًا حيًّا نابضًا في قلب المجتمع، تؤمن بأن بناء الإنسان هو الاستثمار الأرقى، وبأن التعليم هو مفتاح العدالة والكرامة”.
ونعى المحامي فراس بدحي – رئيس بلدية كفر قرع، “المربية الفاضلة المرحومة الحاجة رقية يوسف عيد بيادسة، إبنة كفر قرع وباقة الغربية والمجتمع العربي”، في بيان خاص.
وقال فيه: “ها هي الراحلة اليوم في رحاب الله، روحٌ طاهرة تصعد مطمئنة، كأنها نسمة فجر لطيف تتسلل إلى درب الخلود بفعل بذور الخير التي نثرتها في حقول الدنيا.
رحلت الحاجة رقية عيد بيادسة، لكن رحيلها ليس انطفاءً، بل امتدادٌ لضوءٍ سرمديٍّ أشعلته بيدَيها في دروب العِلْم والأمل.
كانت – رحمها الله – قلبًا يتسع لوطن بأسره، وعزيمةً لا تلين في وجه الحاجة، تبذر البذور في أرض العقول، وتسقيها من فيض سخائها، حتى أزهرت معرفةً ورفعةً وعزًّا. أقامت صندوق المنح الأكاديمية لا رياءً ولا طلبًا لثناء، بل إيمانًا راسخًا بأن نور العلم هو الراية التي لا تسقط، وأن الكلمة المضيئة تحيا أطول من أعمار أصحابها.
لقد أفنت عمرها في خدمة رسالة سامية، تضع الطالب على عتبة المستقبل، وترسم للعائلات المكلومة طريقًا نحو الكرامة والاعتماد على الذات. واليوم، وإن غاب الجسد، فإن اسمها سيظل يخفق في وجدان المجتمع، وسيبقى أثرها يمشي على الأرض في هيئة طلاب يحملون كتبهم وأحلامهم، يذكرونها في دعائهم، ويشهدون لها بما غرسَت من خير.
لقد كانت للمرحومة اليد الطولى في ارساء وترسيخ روح التطوع ، التعاضد والعطاء المجتمعي وكانت من اوائل النساء اللاتي شققن طريق العلم والتعلم لتنير بذلك درب الكثير من نساء بلدنا كفر قرع والمجتمع العربي برُمته.
تعازينا الحارة لآل بيادسة في باقة الغربية، ولآل مرة في كفر قرع، في هذا المصاب الجلل. نسأل الله أن يجعل ما قدمته من علمٍ وصدقة جارية في ميزان حسناتها، وأن يرفع درجاتها في عليين، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.”
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com