د. علي خليل جبارين: كفى للحروب..!

مع اقتراب شهر أيلول وبدء عام دراسي جديد، يقف مئات الآلاف من الأطفال محرومين من حقهم الأساسي في التعليم، ويعيشون في ظروف مأساوية يغلب عليها الغموض والقلق، نتيجة حروب ظالمة فرضت عليهم. وفي ظل هذا الواقع المؤلم، تُملي علينا مسؤوليتنا الأخلاقية والتربوية والإنسانية أن نرفع الصوت عاليًا
كفى لهذه الحروب المدمّرة؛ فقد آن لها أن تتوقف. إن السلام العادل هو الطريق، والتعليم هو الأمل
في وقت تتعالى فيه الدعوات العالمية لحماية الكرامة الإنسانية وتعزيز الحقوق، تُظهر الوقائع اليومية والحروب التي لا تتوقف مدى التباعد المؤلم بين المبادئ المُعلنة والواقع المعيش. هناك، يدفع المدنيون—لا سيما النساء والأطفال وكبار السن— ثمناً باهظاً لحروب تفرض عليهم العيش في ظروف قاهرة تتجاوز حدود التحمل الإنساني.
تجسّد الأمهات أدوارًا بطولية في مواجهة يومية مع الفقد، وهن يودّعن أبناءهن بأيدٍ مرتجفة، ويواسين أطفالهن وسط الدمار. أما الأطفال، فقد سُلبت منهم أبسط حقوقهم: اللعب، والتعلّم، والشعور بالأمان، والحلم بمستقبل أفضل. وجوههم، الخارجة من تحت الأنقاض، تحمل نظرات تساؤل تعجز الكلمات عن احتوائها. أما كبار السن، الذين أفنوا أعمارهم في البناء والتربية، فقد وجدوا أنفسهم فجأة في العراء,بلا مأوى، تلاحقهم ذكريات أثقل من أن تُحمل، بلا سقف يؤويها أو جدار يحتويها.
هذه المآسي لا تختصر الأزمة في بعدها الإنساني فحسب، بل تعكس الحاجة الملحة لاستعادة القيم الأخلاقية التي يجب أن تكون ركيزة أساسية لأي فعل إنساني. فعندما يُترك الأبرياء لمصيرهم، وتُحرَم الطفولة من التعليم والطمأنينة، فإن ضمير العالم بأسره يُمتحن، وتُهدَّد أسس العدالة والكرامة.
إن استمرار هذا الواقع لا يشير إلى غياب تطبيق القوانين فحسب، بل إلى غياب الضمير الإنساني في لحظة كان يجب أن يحضر فيها بكل قوته. في كل وجه حزين نداء، وفي كل مدرسة مدمّرة رجاء. ومع بداية العام الدراسي، لا يزال آلاف الأطفال يقفون أمام ركام مدارسهم، محرومين من الحصص الدراسية ومن الأمل بمستقبل يليق بإنسانيتهم.
ومن هنا، وإيمانًا بالدور المحوري للتعليم في بناء المجتمعات وصون الكرامة الإنسانية، نُوجّه دعوتنا من منطلق تربوي وأخلاقي وإنساني خالص:
كفى لهذه الحروب التي لا تخلف سوى الدمار والألم ووالمآسي! كفى لهذه المعاناة! كفى لهدر الطفولة واغتيال الأمل! السلام العادل هو السبيل، والتعليم هو حق وأمل لا يجوز تجاهله أو التفريط به!
والله الموفق والمستعان
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com