محمود ياسين: أم الفحم مدينة لا تستفز!

في صباح يوم الاحد المنصرم، تسلل إلى المدينة دخيل لا يعرف للإنسانية معنى، ولا للسلام طريقاً، ذاك المدعو بن غفير “وزير الامن القومي”!!؛ دخل المدينة بخطوات متعجرفة، محملة برائحة الكراهية والتحريض، وبدأ باقتحام البيوت وتوزيع أوامر اخلاء بحجة البناء غير المرخص، في مشهد استعراض عضلات، ظاناً أن ما يقوم به يخيف أهل المدينة، ويرهب وجوهاً سكنت ملامحها كرامة الأرض.

لم يأتِ بن غفير إلى أم الفحم ليبحث عن علاج للجريمة، بل جاء كما يجيء الغريب الذي يشهر في وجه أهل البيت سيفاً صدئاً.

كانت زيارته رسالة ملوثة بالعداء، إذ أراد أن يزرع الخوف في مدينة شامخة لا تعرف للانحناء طريقة، في مدينة حاراتها تتشابك مثل أصابع الأمهات، في مدينة كل حجر فيها يحكي تاريخ الشموخ والعزة والكرامة…

أيها القادم بخطى العنف لا اهلاً ولا سهلاً بك، واعلم أن مدينتنا ليست مسرحاً لاستعراضاتك، وأن أم الفحم بذاكرتها ورجالها ونسائها واطفالها، ستظل ترفع راية الصمود، وتكتب على جدرانها: ” نحن هنا، ثابتون كالصخر، عصيون على الاستفزاز.