بروفيسور إبراهيم مرعي: هناك ارتفاع مقلق في حالات الرجفان الاذيني في المجتمع العربي بسبب عوامل خطر اكثر من شرائح أخرى في البلاد

• المقال بمناسبة اليوم العالمي للقلب الذي يصادف غدا الاثنين:

الرجفان الأذيني لم يعد مرضًا نادرًا، بل حالة شائعة تتطلب التشخيص المبكر واتباع خطة علاجية شاملة وتدخل طبي، وتغيير نمط حياة المريض. ومع تطور الطب، أصبحت السيطرة على هذا الاضطراب ممكنة، والوقاية من مضاعفاته مثل السكتة الدماغية هدفًا مطلوبا.

حول هذا الموضوع تحدثنا مع البروفيسور إبراهيم مرعي، مدير وحدة اضطرابات النبض في المركز الطبي تسافون- بوريا وسكرتير اتحاد الفسيولوجيا الكهربائية في جمعية القلب في البلاد.

بداية ما هو الرجفان الأذيني؟

يُعدّ الرجفان الأذيني أحد أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعًا، إذ يتمثل في عدم تناسق أو تسارع غير منتظم لنشاط الأذينين، ما يؤدي إلى انقباضات عشوائية غير فعّالة تؤثر على تدفق الدم  داخل  القلب. وغالبًا ما يشعر المريض بخفقان سريع أو مختلف، ضيق في التنفس أو دوخة،  التعب والارهاق.  لكنه في بعض الحالات قد يمر دون أعراض واضحة. من المهم   استشارة الطبيب فورا عند الشعور بمثل هذه التغيرات من أجل التشخيص والعلاج.   كما ويمكن أن يتعرض المصاب بالرجفان الأذيني أيضًا لمشكلة متعلقة بالنظم القلبي تُسمى الرفرفة الأذينية. وتشبه طرق علاج الرجفان الأذيني طرق علاج الرفرفة الأذينية.

من هي الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض؟ وهل هناك مميزات للحالة في المجتمع العربي في البلاد؟

بعض العوامل تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني مثل التقدم في العمر والتاريخ العائلي والسِمنة والتدخين والإفراط في تناول الكافيين والقهوة وبعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري ، ضغط الدم ومتلازمة التمثيل الغذائي وتوقف التنفس أثناء النوم.

كما ويرتبط الرجفان الأذيني بعدة عوامل مرضية ، أبرزها:

أمراض القلب: مثل قصور عضلة القلب، أمراض الصمامات أو الجلطات القلبية السابقة، أو أمراض جهازية: كفرط نشاط الغدة الدرقية أو التهابات مزمنة.

نلمس في السنوات الأخيرة ارتفاعا مقلقا في حالات الرجفان الاذيني في المجتمع العربي وهذا يعود ببساطة الى وجود عوامل الخطر التي ذكرتها أكثر في المجتمع العربي، بالاضافة بتقديري الى عامل اللامبالاه عن الشعور بالمرض او تأجيل العلاج وهذه فرصة للتوجه للجمهور باستشارة الطبيب فور الشعور بأعراض غير اعتيادية

ما هي طرق العلاج؟

علاج الرجفان الاذيني يتطلب طاقم طبي متكامل ومختص خطة علاج شاملة للأسباب والمضاعفات واجراء تغييرات على نمط الحياة مثل تخسيس الوزن، ممارسة الرياضة بانتظام، التوقف عن التدخين والكحول، السيطرة على ضغط الدم وموازنة السكري.

شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في وسائل التشخيص والعلاج، ومن أبرزها:

العلاج الدوائي:

أدوية تنظيم النبض،  وأدوية مضادة للتخثر لتقليل خطر الجلطات الدماغية. من المهم جدا الانتظام بتناول الادوية المضادة للتخثر وعدم التوقف عن تناولها دون استشارة الطبيب المختص.

الإجراءات التدخلية: القسطرة الكهربية (Ablation  ) حيث تُستخدم طاقة حرارية يتم ايصالها عن طريق القسطرة لتسخين او تبريد الأنسجة المسؤولة عن الرجفان الاذيني بهدف عزلها كهربائيا عن باقي أجزاء الاذين.

تقنية القسطرة الكهربائية لعلاج الرجفان الاذيني شهدت تطورا نوعيا في السنوات الأخيرة، حيث دخلت تقنية الـ  PFA  (Pulsed field abaltion) للاستعمال الطبي  هذه التقنية تعتمد على نبضات كهربائية موجهة لنقطة محددة في الاذين خلال فتره زمنية قصيرة جدا وتؤدي الى احداث ضرر للخلايا المستهدفة دون احداث ضرر للأنسجة السليمة المحيطة.

تقنية الـ  PFA  وخصوصا ثلاثية الأبعاد والتي تدمج  نظام تحديد ثلاثي الأبعاد للقلب تحولت سريعًا إلى الطريقة المفضلة لإجراء عمليات إزالة الرجفان الأذيني بسبب فعاليتها العالية والتي يتم اجرائها في المركز الطبي تسفون، الذي يعتبر رائدا على مستوى البلاد في هذا المجال. دمج تقنية ال PFA مع نظام ثلاثي الابعاد يمكن للفريق الطبي، تقديم العلاج لكل مريض وفقًا لمبنى شكل القلب واحتياجاته الطبية الخاصة، مع ضمان مستوى عالٍ من الأمان.

للتوضيح،  كان العلاج المعتمد سابقا لعلاج الرجفان الأذيني يتم من خلال الكي الحراري (التسخين أو التجميد) باستخدام القسطرة. في إطار عملية الكي، يتم تسخين أو تبريد أنسجة القلب التي تقع تحت التأثير الحراري دون تمييز مما قد يؤدي الى اضرار جانبية. ما يميّز   التقنية الجديدة أنها تعتمد على النبضات الكهربائية التي تسبب تدمير المنطقة المستهدفة دون التأثير على الأنسجة الأخرى في القلب أو خارجه.

ما هي رساتك العامة في هذا الموضوع؟

الرجفان الأذيني يشبه جرس الإنذار، إذا أصغينا له في الوقت المناسب، وتعاملنا معه بجدية بالتعاون مع الطاقم الطبي المختص نستطيع حماية القلب والدماغ ونتجنب مضاعفاته الخطيرة التي تهدد الحياة.

تصوير: محمود أسعد