الجبهة والحزب الشيوعي: نحيي ذكرى هبة القدس والأقصى في ظل حرب إبادة تستوجب تعزيز الوحدة الكفاحية!

** ندعوة للمشاركة الواسعة في المظاهرة الوحدوية يوم السبت في سخنين
أصدرت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي، بيانا أكدا من خلاله أن الجماهير الفلسطينية في اسرائيل تحيي هذه الأيام، الذكرى الـ 25 لهبة القدس والأقصى التي تزامنت مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 في ظروف استثنائية تتطلب تعزيز الوحدة الكفاحية وإحياء الذكرى بمشاركة جماهيرية حاشدة في المظاهرة القطرية المركزية التي تنظمها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، عند الرابعة والنصف من عصر السبت القريب، 4.10.25 في مدينة سخنين.
* القضية الفلسطينية على مفترق طرق تاريخي
وأضاف البيان: تحل هذه الذكرى في ظل ظروف استثنائية تحتم تعزيز الوحدة الكفاحية للمواطنين العرب والقوى الديمقراطية اليهودية ردا على ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة في قطاع غزة وارتكاب أبشع الجرائم في القدس الشرقية والضفة الغربية لضم المزيد من الأراضي والقضاء على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، إلى جانب استهداف المواطنين العرب في اسرائيل، وتصاعد الفاشية والعنصرية ضدهم.
وأشار البيان إلى أن: القضية الفلسطينية اليوم أمام منعطف تاريخي، إذ أن الاحتلال فشل بإخلاء غزة من أهلها رغم كل جرائم التجويع، الابادة والتطهير العرقي، ويشهد العالم انتفاضات شعبية واسعة دعما للشعب الفلسطيني وقضيته، بمشاهد تعيد إلى الأذهان الدور العالمي بإسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهو ما يحرج الأنظمة الإمبريالية المتنفذة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الشريكة بالعدوان على الشعب الفلسطيني، والتي من المفترض أن تقدم هذه الأيام، مقترحا لإنهاء الحرب، ونحن إذ نؤكد بأن أمر الساعة الأول والفوري هو إيقاف الحرب وسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة، ندعو الشعب الفلسطيني والعالم الحر أن يقف بالمرصاد عند تفاصيل هذا المقترح والتصدي للبنود التي من المتوقع أن يتضمنها لتكريس الاحتلال والتحكم بخيارات الشعب الفلسطيني ومستقبله.
وشدد البيان على أهمية سلسلة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، من قبل دول وازنة في المنظومة الدولية لكنه حذر من محاولات بعض هذه الأنظمة الاختباء خلف “الاعتراف” من عار عدم المساهمة والضغط لإيقاف الحرب!
كما حذر البيان من الخطر المحدق في حال قامت اسرائيل بتنفيذ الاعتداء على أسطول الصمود الهادف إلى كسر الحصار على قطاع غزة.
*المواطنون العرب يأبون الانسلاخ عن شعبهم
وفي تطرق إلى أحداث الهبة قبل 25 عاما، جاء في البيان: لقد شكّلت هبّة أكتوبر علامة فارقة في تاريخ جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل، وجاء الردّ الدموي والقمع الوحشي ضدّ المواطنين العرب ليكشف حقيقة السياسات العنصرية التي هدفت وما زالت تهدف إلى سلخنا عن شعبنا، في الداخل والضفة وغزة، وإضعاف عمق تفاعلنا الطبيعي مع قضاياه وآلامه وآماله. لكنّ هذه السياسة باءت بالفشل، وستبقى إرادتنا أقوى من محاولات التفريق والعزل.
إنّ الخيط الواصل بين قمع هبّة أكتوبر وبين ما يجري اليوم بحق جماهيرنا العربية من ملاحقة فاشية وتكميم الأفواه وفرض سياسية الصمت على أي احتجاج ضد حرب الإبادة في غزة واضح وجليّ: سياسة منهجية ومخططات متواصلة هدفها قمع وقطع أي تضامن وصلة مع أبناء شعبنا الفلسطيني ومعاناته وترويع الجماهير العربية لثنيها عن رفع صوتها ضد آلة الحرب والاحتلال الإسرائيلية . لكنّ إرادتنا أقوى من هذه المخططات، فقد أثبتت جماهيرنا عبر العقود أنّها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وأنها باقية على انتمائها وعلى دفاعها عن حقها في المساواة التامة وكرامتها الوطنية وتحرر الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.
ونؤكّد اليوم في هذه الذكرى أنّ ما يمرّ به شعبنا في غزة والضفة الغربية من حصار واحتلال وعدوان متواصل وحرب تهجير وإبادة، يجد صداه العميق في قلوب جماهيرنا العربية داخل إسرائيل، وأن هذه الجماهير مثلما لم تسمح لجرائم البوليس الدموية في هبة أكتوبر بأن تردعها عن نضالها ورفع صوتها ضد جرائم الاحتلال، لن تسمح اليوم لآلة القمع الفاشية ومحاولات الترهيب عن رفع صوتها والنضال ضد جرائم الابادة في غزة ومخططات الترانسفير وانفلات المستوطنين برعاية جيش الاحتلال في الضفة المحتلة.
*حكومات اليمين تواصل دوس توصيات لجنة أور
إن لجنة التحقيق الرسمية بهبة القدس والأقصى، المعروفة بلجنة أور -ورغم الكثير من التحفظات على تقريرها واستنتاجاتها- اعترفت بشكل قاطع بأن الشرطة وأجهزة الأمن تعاملت مع المواطنين العرب كأعداء، وهذا تمثل في شراسة الرد الدموي على مظاهرات الاحتجاج التي انطلقت في تلك الأيام، فسقط على مذبح العنصرية الاسرائيلية 13 شابا، ومئات الجرحى، اضافة الى مئات المعتقلين. منذ 7 أكتوبر 2023 وبداية حرب الإبادة في غزة، رأينا هذه السياسة العنصرية في أبشع تجلياتها وبشكلها العاري والمباشر، من تحريض فاشي منفلت وملاحقة أمنية وقمع كل أشكال الاحتجاج السياسي والتعامل مع المواطنين العرب بوصفهم “طابور خامس” و”جبهة ثامنة” في الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات.
في أكتوبر 2000، أطلقت الجماهير العربية شرارة هبة القدس والأقصى بالتزامن مع انطلاقة الانتفاضة الثانية دفاعا عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، واليوم بعد 25 عاما، تتعرض القدس المحتلة إلى ذروة غير مسبوقة من العدوان الإسرائيلي ومخططات التهجير والتهويد والاستيطان. في حين تبنّي حكومة بنيامين نتنياهو وبن غفير سياسات استفزازية احتلالية خطيرة تهدف إلى فرض أمر واقع جديد على المسجد الأقصى، تمهيدًا لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا. وفي هذه الذكرى نؤكد تمسكنا بحقيقة أن المسجد الأقصى أرض وقفية للمسلمين وأحد رموز السيادة السياسية والوطنية الفلسطينية في القدس الشرقية ورفض اقتحامات المستوطنين المنفلتة له في ظل حكومة نتنياهو وبن غفير يجب أن يكون من باب رفض الاحتلال الاسرائيلي والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق بالدولة المستقلة والقدس الشرقية عاصمتها بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحاراتها الفلسطينية.
*دس الجريمة لإشغالنا ببعضنا عن السلطة
منذ هبة أكتوبر 2000 لم تكتف المؤسسة الاسرائيلية بردها الإجرامي الفوري بقمع المظاهرات بشكل وحشي وقتل 13 متظاهرا بدم بارد، إنما خططت لإلهائنا ببعضنا البعض وأوكلت مهمة اغراقنا بدمنا إلى عصابات الإجرام التي باتت تعربد في الكثير من البلدات العربية دون أي ملاحقة من قبل السلطة، بل برعايتها وفي كثير من الأحيان بتنصيب عملاء المؤسسة زعماء لها، وفقا للكثير من التقارير الاسرائيلية.
إن استفحال مظاهر الجريمة والعنف في المجتمع العربي في العقدين الأخيرين ليس وليد صدفة، ولا نتاج خلل في سياسة الحكومة أو قصور في أداء الشرطة؛ بل هو جوهر السياسة العنصرية التي وردت في تقرير “لجنة لبيد” الحكومية عام 2004 والتي وضعت هدفًا استدراج الشباب العرب إلى الخدمة المدنية، ثم في الجيش والشرطة. وقد جاء ما حصل في خلال السنوات الأخيرة ليؤكد المؤكد الذي أشارت إليه “لجنة أور” الرسمية عام 2003 حول عدائية الشرطة تجاه المواطنين العرب. وهاي هي الحكومة تستثمر تواطؤها مع منظمات الإجرام لتنفيذ سياستها القديمة.
وفي هذه الذكرى نؤكد أن الجريمة المنظمة، دخيلة على المجتمع العربي والمؤسسة الاسرائيلية وبالذات الحكومة الحالية، حكومة اليمين العنصري تستغلها من أجل شرعنة القضاء على حق المواطنين العرب بالعيش الكريم والحر. إننا في هذه الذكرى نؤكد على ضرورة أن تتخلص الجماهير العربية من آفة الجريمة من أجل أن تسترد عافيتها وتستعيد مكانتها الطلائعية في كافة المحاور وعلى رأسها المحور النضالي السياسي لتكون قوة مركزية في النضال ضد الاحتلال والعنصرية ومن أجل السلام والمساواة والعدالة
إنّنا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إذ نُجدّد عهد الوفاء لشهداء هبّة أكتوبر، نؤكّد أنّ النضال من أجل المساواة التامة والقضاء على الاضطهاد القومي، ومن أجل إنهاء الاحتلال وإحقاق السلام العادل، هو الطريق لصون دماء الشهداء ولضمان مستقبلٍ كريمٍ وآمنٍ لجميع الشعوب في هذه البلاد.
*المجد والخلود للشهداء الأبرار
وانتهى البيان بتقديم التحية إلى أرواح الشهداء والتأكيد على أن مطلب محاكمة القتلة لن يسقط بالتقادم، والشهداء هم:
1. محمد عيق جبارين، 23 عامًا (أم الفحم)
2. أحمد إبراهيم صيام، 18 عامًا (معاوية)
3. رامي غرة، 21 عامًا (جت)
4. إياد لوابنة، 26 عامًا (الناصرة)
5. علاء نصار، 18 عامًا (عرابة)
6. أسيل عاصلة، 17 عامًا (عرابة)
7. عماد غنايم، 25 عامًا (سخنين)
8. وليد أبو صالح، 21 عامًا (سخنين)
9. مصلح أبو جراد، 19 عامًا (دير البلح)
10. رامز بشناق، 24 عامًا (كفر مندا)
11. محمد خمايسي، 19 عامًا (كفر كنا)
12. عمر عكاوي، 42 عامًا (الناصرة)
13. وسام يزبك، 25 عامًا (الناصرة)
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com