اول عربي يفوز بهذا المنصب الاممي الرفيع: المصري خالد العناني يفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو

بأغلبية 55 ضوتًا من مجموع 57 صوتًا، تم مساء اليوم انتخاب وزير الثقافة والآثار المصري السابق د. خالد العناني مديرًا عامًا لـ “اليونيسكو”- منظمة الامم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة.

وجرى التصويت الحاسم للمجلس التنفيذي لليونيسكو ــــ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ـــــ بهدف اختيار المدير العام المقبل، في خطوة تكتسب أهمية فائقة، إذ سيتولى الفائز قيادة المنظمة لـ4 سنوات، وسط اتهامها بأنها «مسيسة»، وفي ظل الارتباك الذي أحدثه إعلان الولايات المتحدة خروجها منها.

وفي وقت سابق، أكد العناني عزمه على أن يحمل إلى المنظمة «منظوراً جديداً»، وأن يستثمر فيها الخبرة التي اكتسبها من مسيرة مهنية كان خلالها دائم التعاون مع اليونيسكو «ميدانياً»، باحثاً في علم المصريات، ومدير متحف، ثم وزيراً، سعياً إلى تعزيز حضور المنظمة وجعْل «تأثيرها أكبر».

وخالد العناني، هو عالم مصريات يبلغ من العمر 54 عاماً، الوزير السابق للآثار والسياحة في مصر (بين 2016 و2022).

وُلد خالد العناني في 14 مارس 1971 بمحافظة الجيزة، لأسرة تهتم بالعلم والثقافة؛ عمل والده مهندساً ووالدته مُعلمة للغة الفرنسية، كما درس في مدرسة فرنسية بالقاهرة، والتحق عام 1988 بكلية السياحة والفنادق في جامعة حلوان، قسم الإرشاد السياحي، حيث بدأ شغفه بعلم المصريات.

نال العناني الماجستير في الآثار المصرية بالنوبة، ثم حصل على دبلوم الدراسات المتقدمة والدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول ڤاليري مونبلييه بفرنسا عام 2001، قبل أن يعود إلى مصر ليعمل أستاذاً لعلم المصريات في جامعة حلوان.

* مسيرة أكاديمية وعلمية رفيعة

درس العناني اللغة المصرية القديمة في جامعات عالمية، بينها مونبلييه، باليرمو، وجامعة براندنبورغ للتكنولوجيا في ألمانيا، كما شغل عضوية العديد من المؤسسات العلمية، أبرزها المعهد الأثري الألماني في برلين والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.

وفي أكتوبر 2014 تولى خالد العناني منصب مدير المتحف القومي للحضارة المصرية، حيث قاد عملية تجهيز المتحف لاحتضان «موكب المومياوات الملكية» الذي خطف أنظار العالم عام 2021، وهي المهمة التي أكملها خلال عمله الوزاري.

* خالد العناني مشوار وزاري مع السياحة والآثار المصرية

عمل خالد العناني في مارس 2016 وزيراً للآثار بالحكومة للمصرية، ثم توسع نطاق مسؤوليته في ديسمبر 2019 ليشغل منصب وزير السياحة والآثار حتى أغسطس 2022.

وخلال توليه المنصب، أطلق العناني مشروعات ترميم كبرى مثل قصر البارون إمبان والمعبد اليهودي بالإسكندرية والمتحف اليوناني الروماني، كما قاد حملة الترويج لاكتشافات أثرية ضخمة في سقارة والأقصر.

وعبر العناني في تصريحات سابقة عن تقديره الشديد للقيمة الأثرية والثقافية للآثار، موضحاً: «الآثار ليست حجراً صامتاً، بل لغة تحكي حضارة مصر وتُعيد الثقة في هويتها».

* رؤية خالد العناني للتراث والحوار بين الثقافات

عُرف الدكتور خالد العناني بدعوته إلى جعل الثقافة والتراث وسيلة لمحاربة التطرف وتعزيز الانتماء، حيث سعى إلى دمج التراث المصري في مشاريع التنمية المستدامة والترويج للسياحة الثقافية كأداة للتقريب بين الشعوب.
وفي عام 2024 اختير سفيراً أممياً للسياحة الثقافية، وفي 2025 تم تعيينه مقرراً لصندوق التراث العالمي الإفريقي.

* خالد العناني.. أوسمة وجوائز دولية

حصل الدكتور خالد العناني على عدد من الأوسمة الرفيعة تقديراً لإسهاماته في الثقافة العالمية، منها:
وسام الفنون والآداب من فرنسا (2015)

وسام الاستحقاق من بولندا (2020)

وسام الشمس المشرقة من اليابان (2021)
الدكتوراه الفخرية من جامعة بول ــ ڤاليري مونبلييه. (الخليج)