د. محمود أبو فنة: الإنسان أهم رأس مال تمتلكه الشعوب والأمم!

صحيح أنّ توفّر المواد الخام والموارد الطبيعيّة يساعد على تقدّم الدول، ولكن بناء الإنسان المبدع واستغلال طاقاته الكامنة هو الضمان للنهضة والازدهار.

ولنأخذ عبرة من اليابان ونهضتها العجيبة، فرغم رقعتها الجغرافيّة المحدودة، ورغم قلّة الموارد الطبيعيّة والموادّ الخام، استطاعت بفضل نُظُم التربيّة والتعليم،

وبفضل أنماط العمل والانتماء، وبفضل نجاحها في بناء الإنسان المبدع الحاذق، وبفضل احترام الوقت والدقّة، بفضل كلّ ذلك وغيره، نجحت اليابان أن تكون من الدول العظمى الرائدة في مجال العلم والتكنولوجيا والصناعة!

ما أحوج شعوبنا وأمّتنا إلى استيعاب هذا الدرس؛ فبعد التشخيص السليم لأوضاعنا، يأتي التخطيط مع رؤيا مستقبليّة تؤكّد التربية التي تحثّ على الإبداع والتفكير الناقد، وتكسب القيم الإنسانيّة، وتحترم المختلف، وتتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ثم يتبعه التنفيذ الواعي، يرافقه التقييم/التقويم البنائيّ والإجماليّ، إن فعلنا ذلك نتقدّم ونرقى ونشارك في إنتاج المعرفة والحضارة، ولا نبقى عالة مستهلكين فقط!

**

** كثيرًا ما نلتقي بأشخاص يتباهون بشهاداتهم التي نالوها، أو بما يقرأون من كتب قيّمة ومثرية، أو بما يعرفون من معارف، أو بما يمتلكون من مواهب.

ولكنّهم في الواقع لا يستغلّون ما اكتسبوا من معارف ومعلومات أو بما يمتلكون من مواهب في خدمة مجتمعهم!

وصدق من قال: “لا يجبُ أن نحكمَ على ميزات الرجالِ بمؤهّلاتهم وبما يعرفون، ولكن باستخدامهم لتلك المؤهّلات والمعارف في خدمة مجتمعهم وشعبهم وإنسانيتهم”.

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى