مرعي حيادري: ما بعد شرم الشيخ… هل انتهت الحرب أم بدأت فصولها الجديدة؟

لم يكن اجتماع شرم الشيخ الأخير سوى محطة رمزية في طريقٍ تتراكم فيه الأزمات بدل أن تُحلّ. فوقف الحرب في غزة لم يوقف النزيف، ولم يُنهِ حالة الاحتقان في الضفة الغربية، بل عمّق الشعور بأنّ التسويات المطروحة لا تزال تدور في فلك الأمن الإسرائيلي أكثر من كونها مقدمة لحلٍّ سياسي عادل.
لقد غاب عن الطاولة ذكر الدولة الفلسطينية، وغاب معه الاعتراف الحقيقي بحق تقرير المصير، ما يجعل “الهدوء” مجرّد استراحة مؤقتة في حربٍ طويلة الأمد.
في الشمال، لا يختلف المشهد كثيرًا؛ فلبنان يعيش على حافة التصعيد، وحزب الله يوازن بين الردّ والردع، وطهران تراقب المشهد بعيونٍ باردة لكنها حاضرة في كل الميادين، من سوريا حتى اليمن.
المنطقة بأكملها تبدو وكأنها على وشك انفجارٍ محسوبٍ تفرضه معادلات الردع وتبدّل موازين القوى، وسط غياب أي رؤية استراتيجية واضحة للسلام أو للاستقرار.
أما على مستوى التحالفات العالمية، فإنّ التحولات الجارية تكشف عن نظامٍ دوليٍّ يعيد رسم خرائط النفوذ. فالصراع لم يعد محصورًا في الجغرافيا، بل في الاقتصاد والطاقة والممرات البحرية وموازين الردع التكنولوجي.
واشنطن ما زالت تحاول الإمساك بخيوط اللعبة، بينما تتقدم بكين وموسكو بخطواتٍ ثابتة لاستثمار حالة التراجع الغربي وصعود الشرق. وفي خضم هذا، تبقى المنطقة العربية ساحة اختبارٍ للمصالح، لا فاعلًا في صناعة القرار.
إنّ ما تشهده المنطقة اليوم ليس نهاية حربٍ ولا بداية سلام، بل فترة إعادة تموضعٍ سياسي وعسكري يرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد.
القوى الإقليمية تتربص ببعضها، والملفات العالقة تُدار لا تُحل، بينما يبقى الحق الفلسطيني معلقًا بين الخطاب والواقع.
ومع تصاعد التوتر شمالًا وارتباك المواقف الدولية، يبدو أن القادم مرحلة اختبارٍ للإرادات لا للمفاوضات. فالعبرة لن تكون بما قيل في شرم الشيخ، بل بما ستفعله الشعوب والقيادات حين يُفتح مجددًا باب النار أو باب الأمل.
لم تنتهي الامور كما يتوقع الغير من القيادات العربية والعالمية حيث صدقوا تلك الكذبة التي بدأت في شرم وانتهت في فضاء الله الواسع دون ذكر اسم دولة فلسطينية التي هي مفتاح الحلول للعالم بأسره…
اللهم اني كتبت فقرأت واستنتجت وحللت وأن كنت على خطأ فصححوني..
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com