الصحفي أحمد جلاجل: اقتحام دور العبادة وتغريم المؤذنين: انتهاكٌ صارخ لحرمة المقدسات لن يُثني المصلين

في سابقة خطيرة تمس جوهر حرية العبادة، شهدت مدينة القدس خلال الفترة الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في استهداف المقدسات الإسلامية، تمثل باقتحام متكرر لدور العبادة، إلى جانب فرض غرامات على المؤذنين، تحت ذرائع واهية لا تمتّ للواقع ولا لاحترام الأديان بأي صلة.
هذه الإجراءات، التي تتزامن مع اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال، تكشف عن سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض الوجود الديني والروحي للمقدسيين، والحد من المظاهر الإسلامية التي كانت وستظل جزءًا أصيلًا من هوية المدينة.
قرار تغريم المؤذنين بحجة “الضوضاء” ليس إلا محاولة لفرض صمت قسري على صوت الأذان، الذي طالما صدح في سماء القدس، شاهداً على تاريخها الإسلامي العريق، ورافداً من روافد ثبات أهلها.
إن صوت الأذان ليس مجرد نداء للصلاة، بل هو رمز من رموز الانتماء، ورفضُه أو تقييده هو مسّ مباشر بحرمة الدين وحق المسلمين في ممارسة شعائرهم بحرية وكرامة.
إن هذه الممارسات لن تُثني المقدسيين، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، عن تواجدهم اليومي في المساجد، وأداء صلواتهم في باحات الأقصى، رغم كل التضييقات والحواجز والتفتيشات المستفزة، فالمصلون باتوا اليوم يشكّلون خط الدفاع الأول عن الهوية الدينية والوطنية للمدينة، ويؤكدون في كل يوم أن القدس بمقدساتها ليست وحيدة، ولن تُسلّم للمحتل مهما بلغت سياساته من بطش وتعنّت.
إننا أمام معركة وعي وصمود، لا تقل أهمية عن أي مواجهة على الأرض، فالحفاظ على الوجود الإسلامي في القدس، يبدأ من حماية صوت الأذان، وفتح أبواب المساجد أمام المصلين، ورفض كل أشكال التهويد والتضييق. فالمقدسات ليست فقط مباني حجرية، بل هي رموز للكرامة والسيادة والإيمان.
وفي هذا السياق، نهيب بالمؤسسات الدولية، والهيئات الحقوقية، وأحرار العالم، إلى تحمّل مسؤولياتهم في وقف هذه الانتهاكات، التي تشكل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية، واعتداءً سافرًا على حرية العبادة التي كفلتها المواثيق الأممية.
القدس، بوجهها العربي والإسلامي، ستظل عصية على الاقتلاع، وسيبقى المصلون عنوانًا لهذا الثبات، يواجهون بصوت الأذان والحضور اليومي كل محاولات تغييبهم.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى