نادية كيوان: ضوءٌ نصنعه في الداخل!

كلُّ شيءٍ يصبح جميلًا حين نقرّر نحن أن نراه كذلك. فالجمال ليس في الأشياء، بل في العين التي تتأمّلها، وفي القلب الذي يمنحها ضوءًا من داخله..
ما أكثر الذين يمشون فوق ذات الطريق؛ أحدهم لا يرى سوى الغبار والحصى، والآخر يرى ظلال الأشجار ونسيم الحياة العابر.. الفرق لم يكن يومًا في الطريق، بل في الروح التي تنظر إليه.
نحن سادة أفكارنا، إن سمحنا لعقولنا أن تُصبح حديقة، نَمَت فيها الطمأنينةُ كزهورٍ ممتدة، حتى على شقوق الأيام الصعبة. وإن تركناها صحراء، صارت القساوةُ سيدة المشهد في كل شيء!
حين نفكّر بامتنان، نصير أغنى مما لدينا. حين ننظر بروحٍ متصالحة، نكتشف أن الخسارات لم تكن نهايات، بل طرقًا لإعادة تشكيلنا. وحين نؤمن أن في كل ظلمٍ درسًا، وفي كل سقوطٍ علّةً للنهوض، يتحوّل الألم من سجنٍ إلى معلم.
ليس الجمال في اكتمال الظروف، بل في اكتمال وعينا نحن. فهناك من يغرق في قطرة، وهناك من يعبر محيطًا بابتسامة. هناك من يعلّق فرحه على أفعال الآخرين وتقلباتهم، وهناك من يعلّمه كيف يستند إلى ذاته فيصدّ الألم، ويُربّي بداخله نورًا لا يطفئه أحد. الجمال اختيار، مثل الحب، مثل التسامح، مثل السلام الداخلي. نحن الذين نقرر أن نرى الجانب المضيء، حتى في ليالٍ طويلة. نحن الذين نمنح التجربة معناها، لا هي التي تمنحنا هويتنا.
في اللحظة التي ندرك فيها أن أفكارنا ليست زائرًا يتحكّم بنا بل كائنًا نحن نُربيه في مجالس عقولنا.. تتغير الحياة. يصبح الهدوء قرارًا لا صدفة، ويصبح الفرح عادة لا ومضة عابرة، وتصبح القوة نابعة من الداخل لا مما ننتظره من الخارج. وحينها فقط، نرى جمال العالم لأنه يشبهنا، لأننا صنعنا جمالنا في عقولنا أولًا، ثم أسقطناه على كل ما نحب.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



