فضيحة فساد كبرى في اسرائيل: اعتقال رئيس “الهستدروت” وزوجته ومسؤولين آخرين

تل أبيب 3-11-2025 وفا- شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين مداهمة واسعة نفذتها الشرطة الإسرائيلية لمكاتب الاتحاد النقابي العمالي في إسرائيل “الهستدروت”، في إطار تحقيقات تتعلق بفضيحة فساد كبرى، أسفرت عن اعتقال عدد من كبار المسؤولين في المنظمة، من بينهم رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد وزوجته، إضافة إلى مسؤولين في السلطات المحلية، بينهم رئيس بلدية.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، نفذت وحدة التحقيقات الخاصة “لاهف 433” المداهمة عند نحو الساعة السادسة صباحا، حيث جرى توقيف مسؤولين رفيعي المستوى يخضعون مع عشرات آخرين، للتحقيق في شبهات تتعلق بتلقي امتيازات مالية غير مشروعة، وتبادل مصالح، ووظائف مقابل خدمات.

ويتسع نطاق التحقيق في قضية الفساد، إذ من المتوقع أن يخضع نحو 350 شخصا للتحقيق، بينهم رؤساء بلديات ومسؤولون كبار في السلطات المحلية والمنظمات العامة في إسرائيل.

وتشير التحقيقات إلى أن رجل أعمال في مجال التأمينات أدار شبكة فساد ممنهجة داخل الهستدروت، اعتمدت على نظام “العطاء والأخذ”، حيث كان يقدم خدماته مقابل تعيينات في السلطات المحلية والشركات العامة الإسرائيلية، في حين تلقى كبار مسؤولي الهستدروت منه منافع مالية وشخصية.

ويعتقد أنه قام بتوزيع وظائف وتعيين مساعدين مقربين منه كرؤساء لجان في مجالات مختلفة، تشمل السلطات المحلية والشركات العامة والحكومية في إسرائيل.

وكشفت الشرطة الإسرائيلية تفاصيل تحقيق سري استمر لعامين في قضية الفساد المرتبطة بالهستدروت، والذي تحول إلى تحقيق علني في موجة اعتقالات مفاجئة شملت مسؤولين كبارا وشخصيات معروفة.

وخلال العملية، نفذت الشرطة عمليات تفتيش في 55 منزلا بمناطق مختلفة في البلاد، بحثا عن أدلة ووثائق تدعم شبهات الفساد واستغلال النفوذ.

وأوقفت الشرطة الإسرائيلية من أجل التحقيق موظفين في بلديات، بينها: ريشون لتسيون، وكريات بيالك، وكريات غات، وروش هعاين، وأشدود، وموظفين في “كيرن كييمت ليسرائيل”، وشركة القطارات، وشركة الطيران “إل عال“.

ومن المقرر أن يحال المشتبه بهم لاحقا اليوم إلى محكمة الصلح في “ريشون لتسيون” للنظر في طلب تمديد احتجازهم، بينما تواصل “وحدة لاهف 433” تحقيقاتها في واحدة من أوسع قضايا الفساد التي تهز المؤسسات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.

وتعتبر هذه القضية من أخطر قضايا الفساد التي تهز المؤسسة العمالية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وسط توقعات بتوسع دائرة الاعتقالات خلال الأيام المقبلة.

من جهته، قال بيان صادر عن المتحدّث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربيّ: “أفراد الوحدة القطرية للتحقيق في قضايا الاحتيال (لاهف 433 – وحدة ياحاه) ألقوا القبض هذا الصباح على عشرات المشتبهين، بشبهة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وغسل الأموال ومخالفات ضريبية.

بدأ التحقيق السري في وحدة “ياحاه” ضد المشتبهين المركزيين قبل نحو عامين. ووفقًا للشبهات، فقد تورّط مسؤولون رفيعو المستوى في الهستدروت العامة، وسلطات محلية، وشركات وهيئات حكومية، في تلقي رشاوى ومنافع من رجال أعمال مقابل الترويج لمصالحهم وتحقيق أرباح لهم.

اليوم، ومع الانتقال إلى مرحلة التحقيق العلني، ألقى أفراد وحدة “ياحاه” القبض على عشرات المشتبهين، ونفّذوا عشرات عمليات التفتيش في المنازل والمكاتب، وضبطوا ممتلكات وأموالًا لغرض مصادرتها. وقد تم احالة المشتبهين للتحقيق في مكاتب وحدة لاهف 433.

وفي وقت لاحق من اليوم، ووفقًا لاحتياجات التحقيق، سيُعرض بعض المشتبهين على محكمة الصلح في ريشون لتسيون لتمديد توقيفهم.

وقال قائد وحدة لاهف، اللّواء ميني بنيامين: “هذا الصباح أصبحت علنية تحقيقات سرية استمرت نحو عامين، كُشف خلالها عن شبهات بارتكاب مخالفات تتعلق بنزاهة الوظيفة العامة، ارتكبها على ما يبدو أصحاب مناصب في الخدمة العامة والقطاع الاقتصادي الإسرائيلي.

من التحقيق حتى الآن تتّضح صورة تُظهر علاقات تبادلية من نوع ’أعطني وخذ‘ بين رجال أعمال وجهات مختلفة في القطاع العام.

وحدة لاهف 433، بكل أفرادها وضبّاطها، ستواصل عملها المهني والأخلاقي في محاربة الفساد العام دون هوادة.”

التحقيق ما زال جاريًا، ومن المتوقّع التحقيق مع مشتبهين إضافيين خلال الأيام القادمة، ويجري التحقيق بإشراف القسم الاقتصادي في النيابة العامة للدولة”.

** تعقيب الهستدروت
هذا، وقد تطرق الناطق بلسان الهستدروت يانيف ليفي الى التطورات الأخيرة وما نشر صباح اليوم في وسائل الاعلام وقال: “نحن واثقون من براءة موظفينا ونتعاون مع الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون. بطبيعة الحال، ليس بمقدورنا التطرق الى الإجراءات الجارية. ان عمل الهستدروت لصالح الجمهور مستمر كالمعتاد، بما في ذلك جميع خدمات المؤسسة في كافة جميع أنحاء البلاد”.

ولاحقًا جاءنا هذا التعقيب من الهستدروت: “تود الهستدروت أن توضح بصورة قاطعة أن كافة مؤسساتها وخدماتها وأنشطتها العامة ستستمر في العمل كالمعتاد، مع الالتزام الكامل تجاه جمهور العاملين والمتقاعدين في إسرائيل.

الهستدروت، التي كانت شريكة في تأسيس الدولة، هي مؤسسة وطنية مستقرة، وقائمة على القيم، ورصينة، وتشكل مرساة اجتماعية واقتصادية لملايين المواطنين. على مدى 105 سنوات من وجودها، أثبتت الهستدروت أنها تقف دائمًا في طليعة الدفاع عن حقوق العمال، وتعمل بلا كلل لتعزيز المساواة، والتكافل الاجتماعي، والعدالة الاجتماعية.

نحن في الهستدروت لدينا ثقة كاملة في الجهاز القضائي وسلطات تطبيق القانون، والتي نتعاون معها بشكل كامل وبمنتهى الشفافية. نحن نؤمن بنزاهة موظفينا وبأن الصورة الكاملة ستتضح لاحقاً.

إننا ندعو جميع الأطراف، المدنية والسياسية، إلى التحلي بالمسؤولية، وتجنب نشر الشائعات واستخلاص الاستنتاجات المبكرة. نذكر بأن مبدأ البراءة هو إحدى الركائز الأساسية للمجتمع الحر والديمقراطي.

إن جميع موظفي الهستدروت، في المقر الرئيسي وفي سائر الفروع في كافة المناطق والألوية، من كريات شمونة شمالاً حتى إيلات جنوباً، بمن فيهم أفضل كوادر النقابات المهنية، والمحامون والمحاميات، والاقتصاديون والاقتصاديات، ومقدمو الخدمة، والى جانبهم رؤساء النقابات ورؤساء اللجان العمالية في أكثر من 6,000 مكان عمل، سيواصلون خدمة جمهور العاملين والعاملات في إسرائيل بتفانٍ ونزاهة، مع التزام عميق بالرسالة العامة، حتى في الأوقات الصعبة”.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى