مقتل الشاب مهدي سلامة من عرعرة المثلث برصاص الشرطة.. والده: “ما حدث قتل ميداني ونطالب بمحاكمة القاتل”

قُتل الشاب مهدي سلامة (22 عاما) من بلدة عرعرة المثلث برصاص عناصر الشرطة الإسرائيلية على شارع رقم 6513، بالقرب من مدخل برطعة في منطقة وادي عارة؛ مساء الجمعة.

وقدم طاقم طبي من “نجمة داود الحمراء” عمليات الإنعاش للمصاب، ثم جرى نقله إلى مستشفى “هيلل يافة” لاستكمال العلاج وهو بحالة حرجة، وهناك أقر الطاقم الطبي وفاته بعد فشل محاولات إنقاذ حياته.

قالت الشرطة الإسرائيلية، إن عناصرها طاردت دبّابّا (تراكتورون) بعدما لم ينصع سائقه لتعليمات التوقف، وفي الأثناء أطلقت النار عليه ما أدى إلى إصابته.

وادعت أن “سائق الدباب لم ينصع لتعليمات عناصر الشرطة، وبدأ بالهرب بقيادة متهورة، معرضا مستخدمي الطريق للخطر ومتجاوزا إشارات مرور حمراء”.

* والد الضحية: “ابني لا يؤذي أحد ونطالب بمحاكمة الشرطي القاتل”

وقال والد الضحية الثاكل، مهند سلامة، لـ”عرب 48″، إن “ابني خلوق ولا يؤذي أحدا ولا مثيل له والجميع يشهد له بذلك، وهو الصغير في العائلة وقد عرف بهدوئه والتزامه بالمنزل وعمله معي”.

وتساءل: “ماذا فعل ابني للشرطة؟ ولو أنه هرب خوفا منها فإن ذلك لا يبرر أن تقوم بقتله وتطلق النار على صدره، إذ كان بإمكانها أن تطلق النار على الإطارات وقدمه”؛ مطالبا بمحاكمة ومعاقبة الشرطي القاتل.

وتحدث الوالد عن الساعات الأخيرة لابنه قائلا “كنا اليوم نقوم بالعمل في طلاء المنزل، وكان مهدي يساعدنا في ذلك، ثم قال إنه سيخرج على متن التراكتورون، ثم تلقينا نبأ ما حدث”.

* رئيس مجلس عرعرة عارة: “ما حدث مؤسف وطلبنا تحقيقا فوريا”

وقال رئيس مجلس محلي عرعرة عارة، د. نزار أبو عقل، إن “ما حدث مؤسف جدا وكارثي، إذ قامت وحدة شرطية من الدراجات النارية بملاحقة الشاب مهدي سلامة الذي كان على متن تراكتورون، وأطلقت النار عليه وقامت بقتله والحكم عليه ميدانيا”.

وأضاف “تواصلت مع قيادة الشرطة في المنطقة وطلبت تحقيقا فوريا، إذ وصل أفراد من ’ماحش’ (قسم التحقيق مع عناصر الشرطة) إلى مكان الحدث، وأجري تحقيق ونحن بانتظار النتائج”.

وتابع أبو عقل أن “الشاب معروف بأنه خلوق وذا سمعة طيبة وعائلته محترمة، وما حدث بأنه كانت مطاردة وطلبوا منه التوقف لكن هذا لا يعني أن يتم تصفيته. إذا أظهر التحقيق أن الشرطي خالف القانون يجب محاكمته وإذا كانت هنالك نتائج أو دلائل أخرى سندرسها ونقوم بالخطوات اللازمة”.

* اللجنة الشعبية: “نتهم الشرطة بتصفية شبابنا من منطلقات فاشية وعنصرية”

وقالت اللجنة الشعبية في عرعرة عارة في بيان لها، إنه “استمرارا لنهج التصفية والإبادة وملاحقة الفلسطيني أينما تواجد، والاستسهال في إطلاق النار بهدف القتل، فقد قامت شرطة بن غفير فرع شرطة عارة بملاحقة الشاب مهدي مهند سلامة بالقرب من مدخل البيت حتى أطراف البلدة، لتقوم بتصفيته وبعدها تخرج علينا ببيان أنه ضمن نشاطها في محاربة الجريمة قامت بتحييد الشاب”.

وأكدت أن “الشاب مهدي سلامة من طيبة أبناء هذه البلدة، لا تربطه أي علاقة بعالم الجريمة والمجرمين ولا يشوبه أي شائبة، ونحن في عارة عرعرة ندين ونتهم الشرطة بتصفية شبابنا من منطلقات فاشية وعنصرية وليس لأنها تحارب الجريمة والمجرمين، فالشرطة هي جزء من الجريمة والمجرمين”.

وأضافت اللجنة الشعبية “المطلوب منا كأقلية قومية عدم المرور مر الكرام بعد هذه الجريمة، واعتبار ما حدث هو استهداف لنا جميعا واستمرار في نهج التصفية لكل ما هو عربي. وللمقارنة هناك مئات المطاردات تحصل يوميا في المدن والتجمعات اليهودية ولم نسمع عن حالة واحدة من قتل المطارد”.

وحملت الشرطة في وادي عارة دماء مهدي سلامة، وطالبت الجهات المختصة بملاحقة أفراد الشرطة القتلة وتقديمهم للمحاكمة؛ بحسب ما ورد في بيان اللجنة الشعبية.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصيب شاب بجروح خطيرة برصاص عناصر الشرطة، بعد مطاردة بوليسية لشاحنة قرب مدينة أم الفحم.

مما يذكر أن 12 جريمة قتل برصاص الشرطة سجلت في المجتمع العربي منذ مطلع العام، فيما تتواطأ وتتقاعس عن القيام بدورها في مكافحة الجريمة المستشرية التي حصدت أرواح 219 شخصا بينهم 20 امرأة منذ مطلع العام.

وتشير المعطيات إلى أن 185 شخصا قتلوا بالرصاص، فيما كان 107 من الضحايا دون سن الثلاثين، بينهم أربعة أطفال لم يبلغوا سن الثامنة عشر و20 امرأة.

وتعكس هذه الأرقام الصادمة حجم تفاقم العنف والجريمة في المجتمع العربي، في ظل تواطؤ الشرطة الإسرائيلية وتقاعسها عن أداء دورها في مكافحة الجريمة، ومحاسبة المجرمين. (امير علي بويرات / عرب 48)

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى