المئات يطلقون صرخة مدوية في المظاهرة القطرية بالقدس احتجاجًا على استفحال جرائم القتل وتواطؤ الحكومة

القدس – من امير بويرات / عرب 48

اختتمت في القدس، بعد ظهر اليوم الأحد، المظاهرة القطرية الموحدة التي نُظمت أمام مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية والمكاتب الحكومية، بمشاركة ممثلين عن لجنة المتابعة العليا والسلطات المحلية العربية، احتجاجًا على تصاعد العنف والجريمة في المجتمع العربي وتواطؤ الحكومة في مكافحتها.

وشارك في المظاهرة عشرات المتظاهرين والأهالي والقيادات العربية ورؤساء السلطات المحلية، رافعين شعارات تطالب الحكومة الإسرائيلية بالتحرك الجاد في ملف الجريمة المنظمة ومحاسبة الجهات المتورطة في انتشارها داخل المجتمع العربي.

وأكد المشاركون في المظاهرة عزمهم مواصلة الخطوات الاحتجاجية، فيما كشف رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، أن التحضيرات جارية للإعلان عن إضراب شامل خلال الأيام المقبلة، رفضًا لسياسات الحكومة وتقاعسها عن مواجهة الجريمة المنظمة.

وجاءت الدعوة إلى المظاهرة من اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في إطار تحرّك منسّق للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تحمل مسؤولياتها ووضع خطة شاملة لمكافحة الجريمة والعنف في البلدات العربية.

وانطلقت صباح اليوم حافلات من مختلف المدن والبلدات العربية باتجاه القدس، للمشاركة في الوقفة أمام المكاتب الحكومية، فيما أعلنت اللجنتان المنظمتان أن سلسلة من المظاهرات الإضافية ستُنظم خلال الأيام المقبلة في مناطق مختلفة، استمرارًا للحراك الشعبي المتصاعد ضد تواطؤ السلطات.

وجاءت المظاهرة، التي بدأت عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا، في ظل تصاعد جرائم القتل في المدن العربية، والتي أسفرت خلال الساعات الأخيرة عن مقتل الشابين أمير محمد الوحواح من اللد، وحسين سموني من يافا، ليرتفع عدد ضحايا الجريمة في المجتمع العربي منذ مطلع العام إلى 224 قتيلاً.

وبحسب المعطيات، فإن 224 مواطنًا عربيًا قُتلوا منذ بداية عام 2025 في ظروف مرتبطة بالجريمة والعنف، بينهم 20 امرأة وخمسة أطفال، في حين قُتل 11 شخصًا برصاص الشرطة الإسرائيلية. وتشير المنظمة إلى أن هذا العدد يشكّل ارتفاعًا بنحو 9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

كما تأتي هذه المظاهرة ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي تشهدها المدن والبلدات العربية رفضًا لسياسة الحكومة التي يتهمها المشاركون بـ”التقاعس والتواطؤ”، وسط دعوات إلى وضع خطة عاجلة لمكافحة الجريمة ومحاسبة شبكات الإجرام المنظمة.

وكان الشاب أمير محمد الوحواح، في الثلاثينيات من عمره، قد قُتل جراء إطلاق نار في مدينة تل أبيب، فيما قُتل بعيد ذلك الشاب حسين سموني من يافا في جريمة أخرى ارتُكبت داخل المدينة.

وقالت الحاجة ابتهاج ياسين، والدة ضحية جريمة القتل في عرّابة عبد الرحيم ياسين، في حديثها لـ”عرب 48″، إن نجلها “كان معروفًا بأخلاقه الحسنة، وكان إنسانًا معطاءً يسعى دائمًا لمساعدة الآخرين”.

وأضافت أنه “قُتل وهو في طريقه إلى عمله، باحثًا عن لقمة عيشه”. وختمت والدة الضحية بالقول: “نطالب ببذل كل الجهود لوقف دوّامة العنف، حتى لا يحترق قلب أي أم كما احترق قلبي”.

من جهتها، قالت ابنة الضحية عبد الرحيم ياسين في حديثها لـ”عرب 48″، إن “أسرتنا مكوّنة من أربع شقيقات وولدين، إضافة إلى والدتي الحامل”، مضيفةً أن “أشقائي الصغار لم يستوعبوا بعد مقتل والدي، ولا يكفّون عن السؤال عنه يوميًا. نطالب بوقف الجرائم فورًا، حتى لا يُحرم أطفال آخرون من آبائهم كما حُرمنا نحن”.

وقالت أسمهان زبيدات من سخنين، في حديثها لـ”عرب 48″، إننا “نستيقظ يوميًا على صوت الرصاص وأخبار الجريمة في المجتمع العربي”، مشيرة إلى أن “هذا الواقع المؤلم يقابله تقصير حكومي واضح يتمثل في نقص المؤسسات والمرافق التربوية في بلداتنا العربية”.

وقال عضو اللجنة الشعبية في أم الفحم، مريد فريد، في حديثه لـ”عرب 48″، إن “عدم السكوت على ما يحدث هو الموقف الطبيعي، لأن ما يجري ليس صدفة بل أمر منظم يتم بتواطؤ كامل من الشرطة الإسرائيلية”، مضيفًا أن “الوحدة الشعبية باتت ضرورة لمواجهة الجريمة وتواطؤ السلطات فيها”.

وأشار رئيس مجلس طلعة عارة المحلي، محمد جلال إغبارية، لـ”عرب 48″، إلى “أهمية التظاهر في القدس، وتحديدًا أمام مقر الحكومة التي لا تقوم بواجبها”، مؤكدًا أن “المطالب المرفوعة بسيطة وهي حق لكل إنسان؛ الأمن والحياة”.

وتطرّق إغبارية إلى تجربته الشخصية قائلاً: “تعرضت سابقًا لمحاولات اعتداء، وما عايشته يعكس واقع المجتمع كله”، مشددًا على “ضرورة مواصلة النضال وعدم التراجع رغم التهديدات”.

وقالت عضو المجلس النسائي البلدي في أم الفحم، تهاني طميش، لـ”عرب 48″: “جئنا لنعبر أن الدم العربي ليس رخيصًا، ويجب على مرتكبي الجرائم التوقف عن تضخيم المشاكل وحلها بالحوار، بعيدًا عن السلاح والعنف الذي يُيتم الأطفال ويُرمل النساء”. وأضافت أن “عدم التوصل إلى الجناة يوضح وجود سياسة ممنهجة من السلطات الإسرائيلية”.

قال عضو المكتب السياسي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين بدران لـ”عرب 48″ إن “الجريمة باتت جزءًا لا يتجزأ من حياة الفلسطينيين في الداخل، ولذلك من الضروري استمرار الحراك الاحتجاجي حتى تتخذ الحكومة قرارات جدية”. وأضاف أن “مشاركة أكثر من 30 رئيس سلطة محلية في المظاهرة دليل على أن الجريمة تطاول الجميع وأصبحت همًا يوميًا لرؤساء السلطات”.

بدوره، قال سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمجد شبيطة، لـ”عرب 48″ إن “المظاهرة كانت مهمة، لكن الأهم هو مواصلة هذا الزخم وتنظيم مظاهرات يشارك فيها مئات الآلاف”، مشددًا على أن “تشويش الحياة العامة في إسرائيل ضرورة لدفع الحكومة إلى تحمّل مسؤولياتها في ملف الجريمة بالمجتمع العربي”.

واعتبر عضو المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي، بكر عواودة، في حديثه لـ”عرب 48″ أن “ما يحصل من جرائم في المجتمع العربي هو حرب حقيقية”، مؤكداً أن “الاستمرار في التظاهر والاحتجاج واجب حتى وقف هذه الجريمة التي تفتك بمجتمعنا وتغتال خيرة أبنائه”.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى