محمد بركة:كلمات اخي الشيخ رائد.. اثلجت صدري!

كتب فضيلة الشيخ رائد صلاح مقالا هاما جدا بالنسبة لي، تحت عنوان “كلمات وفاء لرئيس لجنة المتابعة الأستاذ محمد بركة” (في موقع موطني 48).
على الصعيد الشخصي، فان كلمات اخي الشيخ رائد، قد اثلجت صدري لما احتوته من نبل وصدق وشهامة رفاقية وإنسانية، الا انها حملت معنيين إضافيين في غاية الأهمية.
الأول، انها كلام شجاع، ويضع النقاط على الحروف في التصدي لطنين الذباب (الالكتروني وخلافه) المنبعث ضد لجنة المتابعة، من اقبية المخابرات الإسرائيلية وزعانفها الظاهرة و”المستترة”، والتي لم تدخر جهدا للنيل من الإطار الوحدوي الجامع لجماهيرنا، والمنبعث أيضا من جهل وجاهلية او من كيدية فئوية، غير آبهة لوحدة المصير وعزّة الانتماء، ودقة وخطورة المرحلة التي نعيشها.
المعنى الثاني، هو اننا قادرون على ان نكون شعبا، ونتصرف كشعب، دون الانتقاص من تعدد الأفكار والألوان ومن حيوية هذا التعدد، لكن بعيدا عن العصبية والكيدية والقبلية السياسية.
الشيخ يعرف من انا، وانا اعرف من هو، وكلانا يلتزم الصدق وأخلاق شعبنا في التعامل، وكلانا يعرف تماما اتساع المساحة التي يمكننا ان نقف عليها كشعب، ونعرف اين يجب ان يكون مرمى سهامنا او مرام نضالنا في هذه المرحلة الدقيقة ونعرف أيضا اين نختلف.

في أكثر من مناسبة توجه اليّ أصدقاء, كي اتحدث مع الشيخ (بحكم علاقتنا الطيبة) في هذا الموضوع او ذاك، وعلى سبيل المثال ان اطلب منه ان يخفف معارضته للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، وكنت ارفض دائما، ليس لأنني اتفق مع معارضته، انما لأنني لا اسمح لنفسي مجرد ان اطلب منه ما يخالف قناعاته وثوابته.
المطلوب منا جميعا تغليب وحدة شعبنا على أيّ اعتبار آخر، وتصليبها كي تكون قادرة على التصدي لرياح الاقتلاع، الحرفي والمعنوي، الذي يتربص بنا بفعل الجنون الفاشي الإسرائيلي الذي يحيط بنا.
علاقاتنا يجب ان تنمو على فكرة المشترك وعلى فكرة المشاركة وعلى مصيرية المتفق عليه، دون التقليل من أهمية المختلف عليه، والضرورة بإدارة الاختلاف بالمسؤولية المطلوبة من قيادة شعب تحت الخطر.
لعلّ في نموذج المتابعة وعملها وصيانتها، عبرة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني لتجاوز عار الانقسام.
بعد انتخاب الأخ د. جمال زحالقة كرئيس للجنة المتابعة، عاد فحيح الفاشيين ليعلو ضد المتابعة، وعادوا الى مطالبة الشاباك بإخراج المتابعة خارج القانون.
ليس خافيا على أحد انني دعمت ترشيح وانتخاب الأخ جمال لرئاسة المتابعة، لكن الآن وبعد انتخابه بأغلبية كبيرة جدا، فإن مسؤولية دعمه والوقوف الى جانبه، وحماية وتطوير لجنة المتابعة، تقع على عاتقنا جميعا دون استثناء.