حوار خاص مع فضيلة الشّيخ عِكرمة صبري: بين الفكر والدّين والإنسان… دروبٌ من نور وثبات!

** حاوره الزميل الصحفي محمود خبزنا محاميد (أبو يوسف) – أم الفحم

في بيتٍ يغمره الهدوء والوقار، في بيت الصّديق دكتور أحمد محمود إغبارية “أبو الفهد” التقيتُ بالشّيخ د. عِكرمة صبري، خطيب الاقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس.. العالِم الجليل وأحد الأصوات البارزة في الدّفاع عن قضايا الأمّة والقدس الشّريف.. ليضيء لنا جوانب من تجربته الغنيّة ومسيرته الطويلة في خِدمة الدّين والوطن- ولم تجرَ المقابلة عن قرب لأن السّبب كان أسمى من ذلك؛ إذ كان الشّيخ منشغلًا بصلة أبناء وأحفاد صديق أبيه الرّاحل الشّيخ توفيق عسليّة ، وفاءً لعهد الصّداقة وصِدق المروءة.
وقد قال النبي ﷺ إنَّ من أبرِّ البِرِّ صِلةَ الرّجلِ أهلَ ودِّ أبيه بعد ان يُوَلِّي فكان الشّيخ مثالًا حيًّا لهذا البِرِّ النّبيل، شكرتُه وتمنّيْتُ له دوام الصِّحَّةِ والعافِيَةِ وأن يعودَ للقُدسِ سالم.
ومن هذا المنطلق، أُجريت هذه المقابلة عبر تبادل الأسئلة والإجابات المكتوبة، حيث تكرَّم الشّيخ بالإجابة بتأنٍ ووضوح على ما طُرح عليه من تساؤلات.
ورغم أنَّ اللقاء لم يكن مباشرًا، إلا أن كلماتِه حملت روح الحضور، وعبّرت عن صِدق الموقف وعمق التّجربة، لتمنحنا نافذة على فكره ومسيرته الّتي ما زالت تنبض بالعَطاء والثّبات رغم الملاحقات بحقه.
– شيخنا الفاضل: نعلم أنكم نشأتم في بيت عِلم وقضاء شرعيّ؛ كيف أثر هذا الجو في مسار حياتكم واختياركم لطريق الدعوة؟
– نعم، بحمد الله، لقد عشتُ في بيئة نقيّة سليمة في مجالات العلم والدّين، مما أثّر في حياتي منذ نعومة أظفاري فقد درسْت في الجامعات حتى نلت درجة الدّكتوراه في الفقه وأصوله.
– شيخنا الفاضل: تتشكّل شخصياتنا ووعينا من مواقف وشخصيّات تمرّ علينا ما أبرز المواقف أو الشّخصيات الّتي شكّلت وعيكم الدّينيّ والفكريّ في طفولتكم وشبابكم؟
– لقد تشكّل الوعي لديّ من قِبل والدي الشّيخ سعيد صبري –رحمه الله- تلك البيئة التي نشأت بها وترعرعت.
– شيخنا الفاضل: درستم في جامعة بغداد وجامعة النّجاح ثمّ الازهر كيف انعكس هذا التنوّع الاكاديميّ على منهجيّتكم في الفقه والخطابة؟
– ما من شك أن التنوع في الدراسة بعدة جامعات يزيد في الثقافة، ويؤدي الى التوسع في المعارف.
– شيخنا الفاضل: توليتم مناصب مهمّة مثل :الإفتاء العام وخطابة المسجد الأقصى ما أهم التّحديات الّتي واجهتكم خلالها؟
– إنّ التّحديّات كثيرة ومتنوّعة منها ما يتعلّق بالاحتلال وإجراءاته الظالمة، ومنها ما يتعلّق بأمزجة النّاس وميولهم.
– فضيلة الشّيخ: انشأتم أول دار للقران الكريم في القدس عام 1972م كيف ترَون أثرها اليوم في حفظ الهويّة الإسلاميّة؟
– بحمد الله وتوفيقه فإن فكرة دار القرآن الكريم قد انتشرت انتشاراً حميداً في المساجد وفي المراكز الإسلامية في فلسطين وغيرها، وأن عددها بالآلاف في هذه الأيام وكان تأثيرها واضحاً في الأجيال الصّاعدة وهذا يساعد على حفظ الهويّة الإسلاميّة.
– فضيلة الشيخ: أنتم من أبرز الأصوات المدافعة عن المسجد الأقصى كيف تقيّمون الوضع الحالي للمسجد في ظلّ التّحديات السّياسيّة والاعتداءات؟
– إن الوضع الحالي للمسجد الأقصى المبارك يؤدّي الى القلق لأنه يتعرّض إلى عدّة اعتداءات من قبل المسؤولين الإسرائيليين بالإضافة إلى الجماعات اليهوديّة المتطرفة، وان السّلطات المحتلّة تستغل الحرب على غزّة للانقضاض على الأقصى.
– فضيلة الشّيخ: ما النّصائح الّتي تقدّمونها للشباب الفلسطينيّ والمسلم للحفاظ على هويتهم الدّينية والوطنية في ظلّ الظروف الرّاهنة؟
– إن الحفاظ على الهوية الدّينيّة والوطنيّة يمكن بالتّمسّك بكتاب الله وسنّة رسوله –صلى الله عليه وسلم- والتّمسّك بالقِيم والأخلاق الحميدة والدّفاع عن حقوقنا المشروعة الّتي قرّرها الله لنا من سبع سموات.
– فضيلة الشّيخ : برأيكم ما الدّور الذي يمكن أن يقوم به المسلمون حول العالم في حماية المقدّسات الإسلاميّة في القدس؟
– التركيز على الرواية الإسلامية ونشرها بعِدّة لُغات لتصل الى العالم كلّه، والّتي تبيّن حقّنا الشّرعيّ والحضاريّ والتّاريخيّ في أرضنا المباركة المقدّسة.
– شيخنا الفاضل سؤال أخير: كيف ترَوْن دور الرّوايّة الفلسطينيّة في حفظ هويّة القُدس والمسجد الأقصى عبر الأجيال؟
– ينبغي البحث والتعمّق في أساس القضيّة الفلسطينيّة الّتي بدأت منذ الحرب العالميّة الأولى، وأنّ الأجيال الصّاعدة –ومع الأسف- تجهل الكثير من أساس قضيّتنا العادلة وذلك بسبب عدم تفعيل الاعلام الفلسطيني.
** اشكرك كلّ الشّكر شيخنا الفاضل على رحابة صدرك وموافقتك على اعطائي هذا الشّرف لإجراء المقابلة مع فضيلتكم. وأتمنى لك الصّحّة والعافية وطول العمر رمزًا للأقصى وللعدالة والحق. (بلطف من مجلة الإصلاح الثقافية – عرعرة)



** صور لفضيلة الشيخ عكرمة صبري خلال ندوة ثقافية بالمكتبة العامة في ام الفحم يوم السبت 6/12/2025
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



