تحذير من مخطط متصاعد لاستهداف مقبرة القسام: متولو وقف حيفا يدينون اقتحام الشرطة ويطالبون بتكاتف شامل لمواجهة التحريض

أدان متولو وقف حيفا “الاقتحام الذي نفذته الشرطة الإسرائيلية فجر الأربعاء في مقبرة القسام التاريخية، المقامة على أنقاض بلدة الشيخ المهجرة قرب حيفا، بإسناد مباشر من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس لجنة الداخلية في الكنيست يتسحاق كرويزر، وكلاهما من حزب قوة يهودية”.

وبعد اقتحام الشرطة لمقبرة القسام قرب حيفا وازالة خيمة بالمكان بموجب امر هدم وبإشراف الوزير المتطرف بن غفير، قام الاخير لاحقًا باقتحام المقبرة وهو توعّد بهدم ضريح الشيخ القسام قريبًا “كونه ارهابيًا ومصدر الهام للارهابيين والمخربين” – على حد تعبيره.

وقال بيان الوقف: “جاءت الإزالة القسرية للخيمة واللافتات وكاميرات المراقبة قرب ضريح الشيخ عز الدين القسام في إطار تحركات سياسية متصاعدة توظّف المقدسات الإسلامية للتحريض وكسب نقاط في الشارع عبر خطاب عدائي موجّه ضد المجتمع العربي ورموزه”.

وجاء في البيان ما يلي: “يؤكد الوقف أنّ ما جرى أمس يرتبط مباشرة بمسارٍ بدأ منذ أب 2025، حين دعا بن غفير وكرويزر في الكنيست إلى هدم ضريح القسام ونقله. إنّ التطابق بين خطاب التحريض السياسي داخل اللجنة وبين التنفيذ الميداني على الأرض يكشف أن الأمر لا يتعلق بإجراء إداري، بل بخطّة ممنهجة تستهدف تحويل المقبرة إلى ساحة صراع سياسي يخدم طموحات حزب “قوة يهودية” ويستغل حرمة المكان لتحقيق مكاسب على حساب المقدسات والذاكرة التاريخية.

إن مقبرة القسام، التي تضم ضريح الشيخ القسام وشخصيات دينية ووطنية وشهداء من الجليل منذ ما قبل النكبة، تواجه منذ عقود سلسلة طويلة من الاعتداءات والمصادرات ومحاولات الطمس. ما حدث فجر الأربعاء يشكل حلقة جديدة في هذا الاستهداف، ويجري ضمن بيئة سياسية تحرّض علنًا على المس بالمقبرة وعلى كل رمز يحمل قيمة تاريخية أو وطنية لدى أبناء المنطقة.

ويحذر متولو وقف حيفا من أن استمرار الاقتحامات، تحت غطاء “تعزيز السيادة”، يهدف فعليًا إلى خلق واقع جديد في المقبرة، يبدأ بإزالة خيمة وينتهي بالمس بضريح الشيخ نفسه، كما دعا إليه بن غفير صراحة. إن هذا النهج لا يهدد المكان فحسب، بل يمس بحق المجتمع في الحفاظ على مقدساته وتاريخه وهويته، ويحوّل أجهزة الدولة إلى أدوات في صراع سياسي يقوم على الاستفزاز وإشعال التوتر.

وإزاء هذا التطور الخطير، يناشد متولو وقف حيفا جميع الأطر الدينية والمجتمعية والوطنية، وكل المؤسسات العربية في حيفا والجليل، التكاتف والتحرك المشترك لحماية المقبرة ومواجهة مساعي التحريض واستغلال المقدسات لأغراض سياسية. ويوضح الوقف أنه سيواصل العمل القانوني والميداني بلا تردد، لكنه يؤكد أن حماية المقبرة مسؤولية جماعية تتجاوز إطار الوقف وحده.

وفي ختام البيان، أكد عضو هيئة متولي أوقاف حيفا، المحامي خالد دغش، أن “مقبرة القسام ليست مجرد موقع ديني، بل جزء أساس من ذاكرة المكان وروايته التاريخية. الاعتداءات المتكررة تهدف لطمس هذه الذاكرة، ونحن نتابع ما يجري بقلق شديد ونعمل على حماية المقبرة بكل المسارات القانونية والمجتمعية المتاحة، لأنها شاهد حي لن نقبل المساس به” – الى هنا البيان.

* الوفاء والإصلاح: ندين الاعتداء الشُّرَطي الهمجي على المقبرة
وأصدر حزب الوفاء والإصلاح في الدّاخل الفلسطيني، صبيحة الأربعاء 10-12-2025، بيانًا إعلاميًّا، جاء فيه: “قامت الشُّرطة الإسرائيليّة، وبأعداد كبيرة، صباح اليوم، وفي هذا الطقس الماطر، بإزالة الخيمة الموجودة على أرض مقبرة القسّام”.
وأضاف البيان: “وكذلك قامت الشرطة المذكورة بإزالة الّلافتة التعريفيّة لتاريخ المقبرة وأيضًا وحدة الطّاقة الشمسيّة، كل ذلك بموجب “أمر هدم”، حيث تتضافر جهود أذرع المؤسسّة الإسرائيليّة المختلفة للإجهاز على ما تبقّى من أرض المقبرة، بل وهدّد بعض السياسيّين الإسرائيليين بإزالة قبر الشيخ القسّام المدفون في المقبرة قبل النّكبة، حيث استُشهد في النّضال الفلسطيني ضد قوّات الاستعمار البريطاني”.
وختم الحزب بيانه قائلًا: “إنّنا، في حزب الوفاءوالإصلاح، إذ نستنكر هذا الاعتداء خاصّة وكافّة الاعتداءات على مقدّساتنا عامّة، فإنّنا ندعو إلى تظافر الجهود ووحدة الموقف أمام هذه الهجمة المسعورة التي باتت تطال كلّ ما هو عربي وفلسطيني على هذه الأرض”.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى