عمرو اغبارية: في تأبين المربي الراحل مصطفى مرعي

 

“قد مات قوم وما ماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات”

شارك وفد عن جمعية “رم” في قرية مصمص، مع جمع غفير من اهالي عرعرة ومصمص والمنطقة، في تأبين صانع الانسان والامل في نهاية الاسبوع الماضي، والذي عقد في قاعة المركز الثقافي الجديدة في كفر قرع.

وقد القى مدير الجمعية، المربي عمرو يوسف اغبارية، كلمة باسم خريجي الاستاذ ووفاء لمسيرة عطائه الطويلة نيابة عن كافة طلابه وأهالي مصمص جاء فيها:

“اقف اليوم بينكم لأستذكر واياكم نزرا يسيرا وقبس نور من مسيرة مربينا الوضاءة والملهمة

فنحن في هذا التأبين لا نستذكر فقط ذكرى الاستاذ مصطفى وانما نستذكر فضائل القيم التي لطالما سعى عليها وعاش بحسبها….

جمعتني بالمرحوم اربع محطات مختلفة على امتداد اكثر من ثلاثة عقود شكلت كل واحدة منها إطلالة مميزة على جانب من شخصيته الرائعة:

ففي مدرسة مصمص الابتدائية عرفنا الاستاذ بعلاقته الطيبة والوثيقة مع طلابه حيث بالإضافة لتدريس موضوع الجغرافيا عمل لفترة طويلة كمركزا لموضوع التربية الاجتماعية والاستشارة في المدرسة، فكان بمثابة الرفيق والصديق لجميع الطلاب.

لقد كان المرحوم من النماذج القليلة من المربين المنسجمين فكرا وسلوكا، فقد كان يعلم الأخلاق التي يتمثلها ويبث القيم والمفاهيم والرؤى والمُثل التي يطبقها على نفسه وليس فقط على طلابه… هناك علمت أن القدوة الحسنة هي اسلوب تربوي هام وأصيل.

في محطتي الثانية، كان لي الشرف بأن اكون زميله ونظيره في العمل حينما عمل في المرحلة الثانوية في ثانوية كفر قرع وثانوية جسر الزرقاء بعد خروجه للتقاعد من مدرسة مصمص.

فهنالك عرفته انسانا مهنيا محبا لعمله ولطلابه ولا يقل نشاطا عن غيره من المعلمين الذين كانوا في بعض الأحيان في مثل جيل أبنائه.

هناك تعلمت من المرحوم أن العلم سيرورة لا تنتهي وبأنيَ مهما أتعلَّمْ فلا أزالُ جَهولا.

محطتي الثالثة كانت من خلال علاقة النسب بيننا فعرفته في سهراتنا العديدة إنسانا ملتزما دينيا, ومحدثا لبقا ومثقفا يعيش هموم شعبه ووطنه وأيضا واصلا لرحمه ومحبا لأخوته وأخواته…

حينها تعلمت من المرحوم ان محبة الناس ثروة لا تقدر بثمن.. وتعلمت أني إن عشــتُ لنفسي أعِشْ حقيراً هزيلا…

محطتي الرابعة والأخيرة مع المرحوم، كانت من خلال لقاءات الأجيال العديدة التي نظمتها جمعية رم مع خريجي مدرسة مصمص على مر الأجيال، حيث برزت هنالك المكانة الرفيعة التي يحتلها الأستاذ في نفوس طلاب، وحيث انه جيل بعد جيل كانوا يطلبون تواجده معه وكم كان من الممتع الاستماع للذكريات العذبة التي جمعت بينهم.

هناك علمت بأن المرحوم ترك بصمة وذكرى لا تُمحى في نفوس الكثير من طلابه.

وعليه اخترت هذه الأبيات من مرثية الشاعر شويطر وكأنها تعبر عن استاذنا فأقول:

يا سيد الأفضال فينا كلها

ربيّت جيلاً فيهم العلماء

وغرست في جيل الشباب هويةً

ظهرت عليهم همّةٌ وإباء

كابدت في إسعاد غيرك جاهدا

ولكل فرد بلسم وشفاء

ووهبت نفسك حاميا ومدافعا

فحواك مجدٌ كله أضواء

سيظل ذكرك في القلوب مخلدا

ولسوف يحمل ذلك الأبناء

غفر الإله لوالديك وخصهم

بمنازل الفردوس حيث يشاؤا

وحمَى بنيك لنا وأصلح شأنهم

ولعله يتلو الوفاءَ..وفاءُ”

وإلى عائلتك المصغرة والموسعة نقول وباسم أهل مصمص جميعًا:

” وكل مودة لله تصفو

ويبقى الود ما بقي اللقاء”

فنسأل الله ان يطيل الود بيننا وان نلقاكم دوما على الخير والمحبة لنستظل في ذكرى مرحومنا الطيبة العطرة بإذن الله.. ولكم منا خاص العزاء والمواساة ونسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته”.

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى