, -

وجدي حسن جميل جبارين‎: البحث عن آثار اللجون الإسلامية/العربية.. صخرة اللجون المدورة

تحدثنا المصادر التاريخية والجغرافية عن أهمية موقع قرية اللجون وباسمها الكنعناي السابق: مجدو، عن أهمية هذا الموقع تجاريا واقتصاديا وعسكريا، لوقعوه على أحد اهم طرق التجارة العالمية عبر التاريخ حيث اطلق عليه العديد من التسميات “الطريق الدولي العظيم”، “طريق البحر – فيا مارس”، “طريق السلاطين”.
وحفل موقع اللجون/ مجدو/تل المتسلم بالعديد من اللقى الاثرية من العصور المختلفة بدءا من العصور الكنعانية مرورا بالرومانية والبيزنطية وصولا الى العهود العربية الإسلامية.
وقد اهتم علماء الاثار التوراتيين منذ القرن الثامن عشر بالسعي وراء إيجاد “اثار توراتية”، “ونجحوا” بنسب الكثير من الاثار لتلك الاساطير في ظل غياب تنقيب حيادي، حتى جاء مؤخرا العديد من علماء الاثار الإسرائيليين الذين فندوا ادعاءات “العلماء التوارتيين الغربيين”، حتى ان احدهم (الباحث الاثري اوسيشكن) “طلب السماح من الملك سليمان لانهم لم ينجحوا بالعثور على اثار بمجدو تشير اليه بالتحديد”.
الى ذلك فأن كتب الرحالة والجغرافيين والاخباريين العرب والمسلمين وحتى الأجانب أشاروا الى العديد من المواقع العربية الإسلامية باللجون ظلت ماثلة لسنين قليلة خلت، ومنها “صخرة اللجون المدورة”، ومنها “مقام إبراهيم”، و”مصطبة السلاطين” و “خان اللجون”….
في مقالنا هذا سنبحث في صخرة اللجون المدورة….
جاء في “كتاب البلدان” لابن الفقيه (توفي 340 هـ) الذي عاصر العالم المحدث اللجوني، “أبو الفضل السعيدي اللجوني” (سنتحدث عنه بمقال منفصل ان شاء الله):
“مدينة اللجون فيها صخرة عظيمة مدورة خارج المدينة، وعلى الصخرة قبة زعموا انها مسجد ابراهيم، يخرج من تحت الصخرة ماء كثير، وذكروا أن ابراهيم ضرب بعصاه هذه الصخرة، فخرج منها من الماء ما يتسع فيه اهل المدينة ورساتيقهم الى يومنا هذا”.
وذكروا انه عليه السلام دخل هذه المدينة في وقت مسيره الى مصر ومعه غنم له، وكانت المدينة قليلة الماء “فسألوا ابراهيم ان يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال انه ضرب بعصاه هذه الصخرة (المدورة الموجودة في وسط المدينة، (المؤلف) فخرج منها ماء كثير فأتسع على اهل المدينة، فيقال ان بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء”، هذا نص ما جاء في كتاب “معجم البلدان” لمؤلفه ياقوت الحموي (توفي 626 هـ). ونص ما نقله غيره من المؤلفين مثل القزويني (توفي 682 هـ) في “اثار البلاد واخبار العباد” والبغدادي (توفي 739 هـ) في كتابه “مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع”، قال:
“واللجون بلد بالأردن (جند الأردن-المؤلف) بينه وبين طبرية عشرون ميلا وفيه صخرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد سيدنا إبراهيم عليه السلام”.. وكذلك القلقشندي(توفي 821 هـ) في كتابه الموسوعة “صبح الاعشى”.
وقد اجمع هؤلاء على وجود صخرة “كبيرة” “عظيمة” مدورة تقع وسط البلد حسب بعض المصادر او خارج المدينة، حسب مصادر اخرى عليها قبة “مزار يتبركون بها” “زعموا انها مسجد ابراهيم عليه السلام” وتحت الصخرة عين غزيرة الماء، وهي العين التي تعرف الان بأسم عين الخليل.
بغياب تنقيب اثري جاد فأننا لا نعرف بالضبط موقع هذه الصخرة الا اننا وبناء على ما تقدم نرجح وبقوة ان الصخرة هي نفس الموقع الذي أقيم عليه مسجد حارة الاغبارية لاحقا والذي حوله المستوطنون بعد نكبة العام 1948 والتهجير الى مرتع لابقارهم ومن ثم منجرة ويحاولون هذه الأيام طمس ما تبقى من اثاره.
والى اللقاء بمقال البحث عن “مصطبة السلاطين”…

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى